حضر الجميع للدخول الاجتماعي، أمس، الذي جاء في خضم تحولات وتجاذبات كبيرة، بالنظر لتزامنه مع افتتاح الدورة البرلمانية والدخول المدرسي والجامعي وعشية عيد الأضحى، ناهيك عن الشروع في التحضير لتشريعيات ومحليات ٢٠١٧ وغيرها من الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي تستقطب أنظار الرأي العام.
كانت الدورة البرلمانية أول دورة تتكيف مع الدستور الجديد، حيث ستمتد دون انقطاع لفترة ١٠ أشهر وستعرف مناقشة العديد من مشاريع القوانين، يتقدمها قانون المالية لسنة ٢٠١٧ والذي سيكون تتمة لمختلف إجراءات ترشيد النفقات، حيث تسعى السلطات للبحث عن مصادر تمويل جديدة بعيدا عن فرض ضرائب عن المواطن الذي يتخوف من غلاء المعيشة وعدم القدرة على تلبية المصاريف الزائدة.
ويحضر البرلمان نفسه للتوفيق بين ظروف البلاد ومصلحة المواطن للخروج بقانون مالية متوازن.
وتعمل الجزائر على إنجاح قمة أعضاء “أوبيك”، في نهاية سبتمبر الجاري، من أجل إقناع الدول الأعضاء بتجميد الإنتاج على الأقل، حفاظا على مصالح البلدان والتأكيد على سيادة الدول على الذهب الأسود الذي يعرف تقلبات كثيرة جعلت عديد الدول النفطية تلجأ لإجراءات تقشف غير مسبوقة، بما فيها كبار المنتجين.
وتخضع القوانين المالية لمختلف الدول العربية لسعر برميل النفط وهو ما سيزيد من أهمية قمة الجزائر.
ومن الملفات التي مازالت تشغل الجبهة الاجتماعية قضية التقاعد النسبي ومهمة تحديد المهن الشاقة.
وبين كثرة الراغبين في الاستفادة من التقاعد النسبي والوضع المالي للصندوق الوطني للتقاعد والوضعية الاستثنائية لسوق العمل، يبقى التوفيق بين انشغالات العمال وحاجة الاقتصاد الوطني والرهانات الكبيرة للسلطات في تجاوز الوضع المالي الصعب أمرا معقدا، خاصة إذا لم يستقر سعر النفط في مستويات فوق ٧٠ دولارا بعد تسجيل عجز تجاري لأكثر من سنتين.
ويبقى قطاع التربية على المحك، من خلال تواصل التجاذبات والنقاش الحاد بين الوصاية ومختلف أطراف الأسرة التربوية حول نوعية الإصلاحات المطبقة والجدل حول مكانة بعض المواد المدرّسة وأساليب التوظيف والتكوين وغيرها من النقاط التي تهدد نقابات بشن إضراب، وأحزاب سياسية وجمعيات بالتصدي لكل محاولة المساس بالقيم الوطنية، وهي الأفكار التي جعلت الأولياء يتخوفون من موجة إضرابات واضطرابات جديدة يشهدها القطاع الذي لم يستقر منذ أكثر من ٢٥ سنة.
ويلقي عيد الأضحى المبارك بظلاله على الدخول الاجتماعي، فالمواطن الذي أنهكته مصاريف شهر رمضان وعيد الفطر والدخول الاجتماعي، يجد نفسه في مواجهة موجة غلاء فاحش يفرغ ما بقي في جيبه الذي لم يعد يتحمل المزيد، في ظل عدم بروز مؤشرات عن تحسن الوضع الاجتماعي والاقتصادي.