أكثر من 8 ملايين تلميذ على موعد مع الدخول المدرسي، الذي جُنّدت له الإمكانات ووظفت له الموارد البشرية، الغاية من ذلك التكفل بالنشء، مستقبل الجزائر، في زمن التحديات العلمية، المعرفية والثورة التكنولوجية محركها الإنسان المدرك بالأشياء، المستشرف للآتي وغير معترف بالمستحيل.
الدخول المدرسي الذي حضر له كما يجب واتخذت التدابير بشأنه لتجاوز هفوات الماضي وفجواته واختلالاته، يحمل هذه المرة خصوصية مقبلة عليها المنظومة التربوية التي تسابق الزمن من أجل تكوين نوعي ورفع قيمة شهادة وإعادة الاعتبار لمدرسة جزائرية تناضل لتخرّج كفاءات ونخب قائدة التغيير وصانعة التحول الذي لا يتوقف في الزمان والمكان.
يحمل الدخول المدرسي ميزة وتمايزا، لأنه يجسد ترسانة من التدابير والإجراءات المدرجة في سياق تحول المنظومة التربوية وتطلعها لما هو أحسن وأفيد. من هذه التدابير، دخول الجيل الثاني من الإصلاحات، وصف بالنقلة الأخرى لكسب رهان تعليم نوعي وأداء مدرسة جزائرية يحرص على أن تكون مسرحا لتخرج نخب منتجة آخذة في الاعتبار روح المسؤولية في بناء الوطن وترقيته وخدمة مجتمع يحمل الآمال والتطلعات والتجاوب مع مجهودات جزائر تشق طريقها نحو العصرنة دون التنازل عن الأصالة والهوية؛ جزائر لا تريد أن تبقى زسيرة الاختلالات وتعتبر المنظومة التربوية عمودها الفقري في التحول وصقل مواهب وكفاءات تتجاوز الحواجز والممنوعات لبناء الذات وتقويتها وتحضيرها للآتي.
الدخول المدرسي من هذا المنظور، يحمل كل الغايات في تدارك النقائص اعتمادا على منهجية تشرك أهل القطاع والاختصاص وتجعل منهم طرفا كاملا في معادلة المنظومة التربوية وفاء لميثاق الشرف الذي اعتمد عبر لقاءات ومشاورات بين الوزارة الوصية والنقابات للمرور إلى مرحلة أخرى أكثر جدية ومسؤولية في التكفل بالتلاميذ وتجاوز حالة المواجهات والتجاذبات التي عرفتها المواسم المدرسية السابقة. وهي مواسم أفرزت تناقضات وتناحر ألقت بظلالها على أداء المدرسة والمنظومة التربوية في أبعد مداها وأوسعه.
إصلاحات تمت في بداية الثمانينيات حققت الرواج في مجالات جزأرة التعليم ومجانيته وتبعها مسار التغيير الكبير في المنظومة التربوية، حرص عليه رئيس الجمهورية في ورشات الإصلاحات الجذرية، انتهت ببروز الجيل الثاني من الإصلاحات التي يشرع فيها هذا الموسم للسنتين الأولى والثانية ابتدائي والأولى متوسط قبل تعميمها على باقي الأطوار، والهدف رفع أداء المدرسة الجزائري وكسبها رهان النوعية في تخرج التلاميذ النخب وما يمثلونه من قوة اقتراح وتغيير وبناء لجزائر الغد.