أكيد أنه عندما يزاول تاجر نشاطا ليس من اختصاصه فجأة أو هاوي تجارة ما بشكل موسمي، سوف يتسبب في فوضى ومضاربة ويؤثر على نظام السوق وتمتد الآثار السلبية إلى المستهلك، الذي يدفع الثمن نقدا وحتى على الصعيد الصحي والمعنوي.
الملفت للانتباه هذه الأيام وعشية الدخول الاجتماعي ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، الفوضى العارمة عبر الأسواق والأرصفة وبمحاذاة المحلات تنتصب الطاولات التي تعرض الأدوات المدرسية والمآزر وتتوسطها محلات فارغة غير مستغلة، توجد بداخلها المواشي من خرفان العيد.
المشهد يتكرر كل سنة مع عودة التلاميذ إلى مقاعدهم، حيث أحيانا يضطر الأولياء إلى اقتناء أدوات مدرسية مجهولة العلامة والصنع وقد تضر بصحة الطفل، والسبب أن باعة السوق الموازية يسهرون على عرضها وتسويقها في كل مكان وحتى عبر أبعد نقطة، رغم أنه من المفروض أن تختص المكتبات والقرطاسيات والأجنحة المخصصة بـ «السوبر ماركت» وما إلى غير ذلك من محلات مرخص لها ببيعها. ولأنه يجهل كيف دخلت هذه المنتجات الأسواق..؟ ..وهل خضعت إلى الرقابة؟ من المسؤول عن انتشارها؟ وأصابع الاتهام توجه إلى مستورد ومموّن مجهول؟ وهنا ينبغي للرقابة أن تفعل دورها خاصة إذا تعلق الأمر بالأطفال.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، يمكن القول بأن عيد الأضحى بدأ يقترب ونشعر بذلك عندما تنتشر عبر الطرقات والأحياء الخرفان والكباش وتخصص لها المساحات. يقتحم هذه التجارة، هواة يكون لديهم وظيفة أو نشاط آخر، لكن سعيا نحو إغراءات الربح الوفير، يسافرون إلى مناطق تختص بتربية المواشي ويقتنون عددا منها بأسعار معقولة، ثم يسمحون لأنفسهم بتسقيف أسعارها كما يحلو لهم، ورغم أنه في كل مرة يسلط الضوء على تجاوزات وسلبيات ما يحدث، لكنها تعود كل سنة بجميع تفاصيلها ...إنها الفوضى التي تحتاج منا جهودا ووعيا ورقابة حتى نعيد الاعتبار لأسواقنا وترسى القواعد الصحيحة للتجارة وتسند لاهلها بعيدا عن الدخلاء والمتطفلين. وما أكثرهم.