ينتهج بعض التجار والباعة خلال السنوات القليلة الماضية جميع السبل المشروعة وغير المشروعة من أجل الوصول إلى جيوب المستهلك، وانتزاع منه أكبر قدر من المال بدون وجه حق. فقد يقع المواطن في فخ البائع حيث يقتني ما يحتاجه من مواد غذائية ومواد تنظيف وخضر أو فواكه، وعندما يتوجه إلى تسديد مقتنياته، يتحول التاجر إلى لص فلا يكفيه التلاعب بالميزان، بل يجري الحساب وهو يضاعف أسعار المواد حتى تتضخم الفاتورة ويسدد صاحبها زيادة أحيانا تصل إلى حدود الـ 50 بالمائة فقط لأن المواطن اشترى كل ما يحتاجه لمدة أسبوع أو أسبوعين دفعة واحدة، كونه غير متفرّغ ومرتبط بشؤون عمله.
لعل هذا النوع من التجار الذين يخرقون القواعد المهنية التي يتطلبها السوق من نزاهة وصدق واحترافية وينسون أن الزبون شريك يجب إرضائه وتقديم خدمات جيدة له، لا يهمهم مواصلة هذه المهنة وكسب سمعة جيدة وزبائن دائمين. هم يهتمون فقط بالربح السريع، تجدهم يغيّرون نشاطهم كل سنة أو سنتين، بعد عزوف المستهلك على الإقبال على محلاتهم والتعامل معهم، عند اكتشافه لانتهازيتهم.
حذار من هذا النوع من التجار، الذين تجدهم يغيّرون النشاط عدة مرات، فمن المواد الغذائية إلى سوق قطع الغيار أو الملابس أو الماشية أو الذهب، وما إلى غير ذلك من مختلف النشاطات، ويخوضون مغامرات عديدة بحثا عن الربح الطائل، مدفوعين بوهم الثراء يحركهم طمعهم وانتهازيتهم.