يعتبر مشروع إنتاج الجيش الوطني الشعبي لحوامات أوغستا ويسلاند بقاعدة عين أرنات، بسطيف، مع الشريك الإيطالي ليوناردو فينميكانيكا، خطوة كبيرة على طريق التصنيع العسكري في الجزائر. وهي خطوة ستسمح لمؤسسة بحجم الجيش الوطني الشعبي، بالمساهمة في بعث وتطوير الصناعة الجزائرية بشكل عام والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني والتقليل من الاعتماد على مداخيل البترول الذي جعل الجزائر رهينة تقلبات سوق النفط العالمي وما يشكله ذلك من خطر على أمنها واستقرارها وعلى استقلالية قرارها السياسي الذي أصبح يزعج الكثيرين، على ما يبدو.
إن هذا التوجه المتمثل في تشجيع الصناعة الجزائرية في المجال العسكري، من خلال عقد اتفاقيات شركة مع متعاملين أجانب في مجال الصناعات العسكرية، يستحق كل التشجيع والإشادة، خاصة وأن التجربة القاسية التي مرت بها الجزائر خلال أوج معركتها مع الإرهاب الدموي، أين عملت بعض الأطراف على خنقها من خلال منع الأسلحة والذخيرة عن جيشنا الذي كان يخوض حينها معركة مصير ضد الجماعات الدموية التي راهنت عليها أطراف كثيرة لتقويض الدولة الجزائرية وإسقاطها. لكن رغم ذلك الحصار والحرب النفسية والإعلامية التي كانت تستهدف الجيش وتحاول بث الارتباك في صفوفه، تمكن الأخير من الصمود وأبلى البلاء الحسن في القضاء على آفة الإرهاب ومعركة الشعب الجزائري وجيشه متواصلة حتى القضاء على آخر خلية إرهابية.
إن الصناعة العسكرية في الجزائر لها تقاليدها العريقة التي تعود إلى عهد الأمير عبد القادر وكانت الجزائر تمتلك مصانع للأسلحة والذخيرة لا تزال شاهدة على ذلك إلى اليوم. كما تمتلك الجزائر اليوم من المهارات البشرية والبنى التحتية لبعث صناعة عسكرية متطورة تمكنها من رفع تحدي الاكتفاء تدريجيا في هذا المجال. ويكفي أن نعطي هنا مثالا عن إحدى منارات الصناعة العسكرية في بلادنا وهي القاعدة المركزية للإمداد بالبليدة بالناحية العسكرية الأولى التي تعتبر رائدة في مجال تجديد وتطوير مختلف الأسلحة والعتاد الحربي بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء، ما جعل الكثير من الدول الإفريقية تطلب من الجزائر إرسال دباباتها وأسلحتها لتجديدها وتطويرها في هذا الصرح الصناعي العسكري الجزائري.