يلجأ كثير من التجار، باعة المواد الغذائية، إلى إطفاء أجهزة التبريد في الليل ووصلها بالكهرباء صباحا طمعا في اقتصاد دريهمات دون الاكتراث لصحة وسلامة زبائنهم..
إنه سلوك يعكس غياب الثقة وانعدام الصلة الصادقة بين التاجر، مرتكب هذا الفعل، والزبون الذي يتوجه إلى دكان الحي أو “الحانوت” المجاور لاقتناء مواد تخضع لدرجة معينة للحفظ في مكان بارد، طوال تواجدها في المحل.
كم من مواطن تعرض لتسمّمات جراء استهلاك “كاشير” أو “جبن” أو “ياغورت”، وغيرها من المواد الحساسة وسريعة التلف، تم اقتناؤها من محلات يديرها تجار لا صلة لهم بالمهنة وهدفهم الأول والأخير تحقيق ربح بأقل تكاليف.
لايكفيهم التلاعب بالأسعار والغش في الجودة ليمارسوا أفعالا غريبة عن عالم التجار المهنيين الذين يحرصون على زبائنهم ويحفظونهم من كل خطر لأنهم يدركون أن مصدر رزق التاجر من زبونه وبالتالي العلاقة جدلية تتطلب التزاما بقواعد المعاملة الشفافة والمتوازنة.
في زمن مضى كان التاجر محل ثقة الزبون فلا يبيع مادة فاسدة ولا يسرق الميزان ولا يتجاوز سقف الفائدة المعقولة، إلى درجة انه كان يصنف ضمن كبار المجتمع، لكونه يعرف المستوى المعيشي لكل مواطن ومطلع على القدرة الشرائية لكل أسرة فيحسن التعامل حافظا للأسرار ومرافقا لذوي القدرة المالية الضعيفة.
أما اليوم فقليل من التجار من يتميز بتلك الأخلاق، بعد أن تحوّل الزبون في قاموس أغلبهم إلى مجرد رقم متداول في اليوم لتنتزع منه الأموال بكافة الطرق، بما في ذلك الغش والتلاعب بالسلع وبيعه مواد غذائية تفتقر لجانب السلامة وشروط الصحة.
قد لا تنفع مع هؤلاء الرقابة، لكن قد تفيد توعيتهم ومرافقته على مدار السنة من طرف اتحاد التجار والإدارات المكلفة، قبل المرور إلى مراقبة قانونية صارمة، خاصة وان هناك وسائل مراقبة تشغيل أجهزة التبريد التجارية ومعرفة مدى احترام الإجراءات والمعايير.