قدرة فائقة في تغطية الأحداث

جمال أوكيلي
07 أوث 2016

الفقيدة آمال مرابطي كانت من بين المراسلين والمراسلات الذين وقع عليهم الإختيار من أجل المشاركة في مسابقة «الشعب» عندما كلفنا بالإشراف عليها من قبل المديرة العامة أنا والزميل حامد حمور لم تتردد أبدا في الإلتحاق بالمجموعة الموافق عليها في ذلك اليوم.
جاءت باكرا، ومسرعة تنتظر بشغف أوراق الأسئلة وكتابة موضوع محلي عن الولاية وترجمة نص من الفرنسية إلى العربية لمعرفة فقط مستوى الممتحن، آمال كانت خجولة، ملتزمة بمكانها لا تثرثر ورسائلها المشفرة من خلال سكوتها وخطوط محياها.
عندما وصلنا إلى مرحلة الفرز اخترناها بدون تردد بالرغم من وجود أسماء أخرى منافسة لها من ولاية ڤالمة كم كانت الفرحة العارمة تبدو عليها عندما أصبحت مراسلة عفوا ممثلة للجريدة في ولاية من الولايات الناشئة في الجزائر.
عند حديثنا معها توقفنا عند ملامح مراسلة قادرة على إعطاء الإضافة المطلوبة وهذا ما تم بالفعل وما قالته لنا «إسمحلي الأخ جمال وحامد أريد الكتابة في كل ما هو إجتماعي فقط» لم نستسغ هذا الكلام وأبلغناها بأنها مراسلة لجريدة تتكفل وتتابع كل شؤون الولاية وليس الإجتماعيات فقط.
وهكذا بدأت مسيرتها الإعلامية، بتغطية كل نشاطات ولاية ڤالمة، السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية مما أكسبها تجربة فريدة سمحت لها بأن تشارك بقوة في الملفات الأسبوعية، عن طريق خاصة الأحاديث التي كانت تنشر لها في الملفين الدبلوماسي والثقافي كما لا تتوانى في إنجاز مواضيع للأقسام الأخرى التي كانت تحبذ مساهمتها.
ولا يخلو عدد من أعداد اليومية من مواضيعها في كل صفحات الأقسام بأنواع صحفية سواء تغطيات أو إستجوابات أو سير ذاتية لشخصيات تاريخية أو معاصرة ولم تيأس أبدا أو تتقاعس في أداء المهمة المكلفة بها.
هكذا كانت آمال، الجد والكد، ولا تعرف أي شيء آخر ما عدا العمل وأن يكون مضمونه نوعيا يرضى به مسؤولها واضعة نصب عينيها دائما شعار «مازلنا نتعلم» والخبرة لا تأتي إلا بالعمل الميداني والحضور في خضم الحدث لتحمل المسؤولية كل المسؤولية دأبت على هذا المنهج المهني في تنقلاتها عبر البعض من الولايات لتجد نفسها وجها لوجه مع تلك الوضعيات الصعبة والمعقدة في آن واحد.
وبالرغم من ميولها إلى القضايا الإجتماعية إلا أنها سعت بكل ما أوتيت من إرادة من أجل الأخذ بنصائح الزملاء لتكون متمكنة من نقل الأحداث الأخرى والكتابة في مسائل كانت تنفر منها.
قرابة الخمس سنوات مع هذا العنوان كشفت عن قدرات هائلة وكفاءات عالية في هذه المهنة ولم تقل في يوم من الأيام «عييت» أي تعبت لأنها تدرك بأنها متاعب متواصلة لا تستسلم لها مهما كان الأمر.
وكانت تؤمن إيمانا قاطعا بأن المقياس الوحيد للنجاح في هذه الحياة هو العمل ثم العمل سارت على هذا الدرب العويص إلى غاية انتقالها إلى جوار ربها تاركة وراءها كما هائلا من الأرشيف يشهد على تفانيها وإخلاصها وحبها لما كانت تقوم به بكل قناعة ومسؤولية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024