كم هو صعب للغاية أن اكتب عنك عزيزتي أمال مرابطي وأنا أعلم أنه من المستحيل بعد رحيلك المفاجئ عنا وعن الحياة، أن نلتقي من جديد في الواقع أو على الافتراضي من خلال صفحات شبكات التواصل الاجتماعي فلم يعد من الممكن بعد الآن أن أعلق على منشوراتك، أو أن استمع إلى صوتك من جديد عبر الهاتف لأطلب منك المشاركة في الملفات الثقافية أو إعادة صياغة أحد مقالاتك، أو ألبي طلبك الملح لكي يصدر موضوعك في هذا أو ذاك من أقسام التحرير.
لقد رحلت فجأة، دون سابق إنذار، مزعزعة برحيلك نفوس كل من عرفك وتحدث إليك وناقشك وخالفك الرأي، وتعامل معك مهنيا أو اجتماعيا وحتى افتراضيا، رحلت تاركة تلك الدهشة المؤلمة والفراغ الحزين وراءك، وهاهم الجميع من أحبة وزملاء وأصدقاء الفايس بوك، يودعونك الكل بطريقته الخاصة وها هي صورك وابتسامتك العذبة الجميلة تغزو وبقوة الصفحات والبروفيلات، كطريقة لتوديع من زرعت البسمة والأمل وحرصت على الصداقة والوفاء لعملها ولتعاملها مع الجميع.
وأنا أتصفح ما يكتب عنك وعن رحيلك، بكل أسى و حزن، رجعت بي الذكرى إلى يوم استضفتك في منزلي خلال شهر رمضان و كيف تعلمت تحضير طبق الحريرة، والصدى الذي لاقته صورة مائدة الإفطار على الفايسبوك وكل التعليقات الجميلة التي تلت ذلك، كما استذكرت الوعد الذي قطعته لك بأن أزورك بڤالمة حين أكون بعطلة وهاهي المنية تحول دون أن أوفي به.
وداعا أيتها الروح الطيبة والنفس المثابرة على العمل والمولعة بالحياة والتعلم والاستكشاف والمدافعة عن القضايا الإنسانية العادلة، رحمك الله وألهم ذويك وكل من عرفك وأحبك الصبر والسلوان.