نتساءل يوميا عن الوجوه التي تقابلنا في المحلات، هل هم تجار مهنيون أم أشخاص يضيعون أوقاتهم في التواصل مع الناس ويجيدون فنّ صناعة الكلام في آن واحد من أجل الترويج لسلع معينة أو الحديث من أجل الحديث فقط؟
الكثير من الناس ينزعجون من وجود أعداد كبيرة من الأفراد بداخل الفضاء التجاري لا فائدة من وقوفهم وعيونهم «تمسح» كل من هم أمامهم دون أي إحراج أو تحفظ مما يسبب الحذر لدى الزبون، خاصة العنصر النسوي الذي لا يحتمل مثل تلك الاستفزازات والنظرات غير البريئة.
لذلك، فإن كل من هبّ ودبّ يدّعي بأنه تاجر، هذا غير صحيح بتاتا ومجرد تجنّ وافتراء على الواقع، لماذا؟ أولا أن اللباس الذي يشتغل به لا يمتّ بصلة لهذه المهنة، هناك من يضع لباسا رياضيا وشورت وجينز وغير ذلك من المهازل التي نلاحظها يوميا للأسف... لا يمكن إطلاق صفة التاجر على هؤلاء، لأنهم لا يحترمون القواعد المعمول بها كالهيئة المحترمة شكلا ومضمونا، نقول هذا من باب أن تاجر الحي بالأمس كان يضع “بلوزة” زرقاء اللون تنزل الى غاية ركبتيه، يعمل بهدوء بعيدا عن هذا التهور، لا يترك أي أحد يقترب من خلف المصرف حتي كبار السن المقربين منه يقفون في زاوية يتبادلون أطراف الحديث.
والأدهى والأمر في كل هذا، هناك من يشاهد مباريات كرة القدم في المحل التجاري، رفقة مجموعة من الحي، تاركين الزبون في حالة نفسية يرثى لها عندما يسمع الهتافات والصراخ بشكل مقرف، يحتم عليه الأمر مغادرة المكان فورا.
كل هذه المشاهد الدرامية تجري أمام أعين هؤلاء الذين يتحدثون باسم التاجر والمستهلك في شكل جمعيات واتحادات ومنظمات يناقشون قضايا أكبر منهم غير آبهين بالواقع اليومي.