أسرني وأثلج قلبي وفرحت بشكل لا يوصف وأنا أتلقى خبر عودة الطائرة الجزائرية من نوع بوينغ إلى مدرجات مطار هواري بومدين الدولي بعد عطب أو عطل تقني تعرضت له بعد نصف ساعة من إقلاعها، وهي حالة قليلة مثيلاتها أن تعود طائرة في الجو بطاقمها وركابها سالمة غانمة إلا من بعض العطل الذي وصف بالبسيط .
وهنا أضع نقطة إلى السطر لأتحدث عن موطن ومكمن البساطة هذه وقد عودتنا الأحداث مع أكبر الأساطيل الجوية العالمية أن النهايات دوما تراجيدية ومأساوية لا يمكن وصفها، أم أن الأمر مرهون باحترافية طيارينا وكفاءاتهم المشهود لها دوليا، في تجنيبنا كوارث نحن في غنى عنها .
الحقيقة أن قائد الطائرة يستحق أن ينحني له الركاب و عائلاتهم وذويهم والوطن برمته، لأن الأمر ليس بالسهل ولا بالهين، هذا إذا علمنا أن الامر يتعلق بآلاف الأميال على مستوى سطح البحر ، وفي هذه اللحظة لا شك أن القلوب جميعها كانت مشدودة إلى الأعناق، تنتظر نهايتها والأمر نفسه في برج المراقبة وفي بيوت عائلات الركاب .
لذلك يمكن الجزم أن أمثال هذا البطل كثيرون لما يتعلق الأمر بالإنقاذ والتدخل في الملاحة الجوية، وهم يستحقون منا كل الشكر، وهم على الأكتاف والرؤوس شموع دون مجاملة وهذا عهدنا في مجموعتنا الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية، وليس لنا خيار آخر دونها أو بديل .
ماذا لو تضبط الأمور في مواعيد انطلاق الرحلات ولا تؤجل أشغال الناس إلى مواعيد غير مسماة ، ماذا لو تعود المواقيت إلى سالف عهدها بالدقيقة والثانية ، حتى لا نساهم في تردي أوضاع جويتنا الجزائرية ؟ ماذا لو نزيح عنا كل الأعذار الواهية غير المقنعة ونرسم وجها مشرقا لها في ظل سوق لا يرحم .