يتحلى المستهلك الجزائري بالحذر الشديد عندما يقترب من بائع الفواكه سواء في الأسواق أو محلات الأحياء أو عند أصحاب الشاحنات، خوفا من شرائه حبات لا تصلح بتاتا للأكل مصيرها كيس النفايات بالمنزل، إدراكا منه بأن الشخص الذي أمامه لا ثقة فيه مهما حاول إقناعه بكلام معسول وعبارات الإطراء، والأكثر من هذا القسم بأن بضاعته فريدة ولا وجود لها عند باقي التجار.
لكن في هنيهة ينقلب مزاجه عندما يشرع في اختيار عينات من الفواكه، الخوخ أو العنب أو النكتارين أو الباكور وغيره، هنا لا ترى عينيك إلا ماهو فاسد، وهذا عندما يهتدي إلى حيل مفضوحة، يخفي الجهة التي هي مصابة بفعل عدة عوامل طبيعية.
وعندما تحتج عليه، يتحول إلى وحش، وقد وقعنا في العديد من المرات على مشاهد حزينة وبائسة في آن واحد من قبل التجار الذين يرفضون استبدال البضاعة أو تغيير البعض منها بالرغم من أسعارها الخيالية التي وصلت إلى سقف لا يطاق أحيانا.. وحجة هؤلاء هو أنهم اشتروها هكذا كما هي موجودة في الصندوق، فلماذا يقبل هذا التاجر بالنوعيةالرديئة التي تسبب له مناوشات يومية مع الزبون؟ سؤال جدير بالطرح!؟
ومهما تكن صداقتك ببائع الفواكه فإن الحذر هو سيد الموقف، يرفض رفضا قاطعا إعطاءك كمية جيدة حتى وإن إعتقدت بأنه اختار لك الأحسن، فإنك ستجد حبات فاسدة ـ للأسف ـ ولا تقع تحت طائلة الإغراء عندما يقول لك «ذوق حبة» إنها طريقة خبيثة في بيع منتوجه غير الصالح للإستهلاك لذلك تبقى العلاقة مع هذا الرجل مشوبة بالحذر لأنه يدير الوضعيات بأحكام اعتاد عليها، قاعدتها التحايل ثم التحايل!؟