خصال الراحل بوعلام بسايح، تركت أثارها في حوليات التسيير المؤسساتي لجزائر مابعد الاستقلال.
رجل مخلص ومنضبط.. كل الدوائر الرسمية التي أشتغل فيها أضفى عليها ميزة نادرة، قائمة على التسيير الحسن، الترشيد، العقلنة والفعالية. كل هذه القيم، تصب في الرؤية الواضحة البعيدة المدى.
هذه المناقب الفريدة، هي وليدة إحتكاكه بقادة الثورة خلال مرحلة تحرير الوطن، طبعت شخصيته من جميع النواحي خاصة ما تعلق بتحمل المسؤوليات المخولة له، وقد أداها على أحسن وجه بشهادة كل من عمل معه، أو عرفه عن قرب، بفضل تحليه بالجد والصرامة، والمتابعة والمرافقة إلى غاية تحقيق الأهداف المرجوة والغايات المنشودة.
ولابد من الإشارة إلى هذا الجانب في حياة هذا المناضل والمجاهد والسياسي، كونه إنفرد بها، في مراحل حاسمة في مسيرته الوطنية من أجل خدمة الجزائر، قلبا وقالبا، وفي ظروف يعرفها العام والخاص، في كل مرة يناديه الواحب، يلبيه مسرعا ومقتنعا بذلك، إنطلاقا من مخاطبة أعماق الوجدان له، بأن الجزائر فوق كل اعتبار ومهما كان الأمر، فإن الأولوية لهذا الصوت الهادىء الصادر من الأعماق.
هكذا كان بسايح شخصية قوية وثابتة استهدها من جذور هذا الشعب الرافض للاستعمار، وواصل عليها إلى أن وفته المنية، ولعل جيل اليوم يتعلم من هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم من الجزائر، وعملوا في صمت بعيدا عن الأضواء والبهرجة.
والتاريخ يشهد على هذا الرجل على أنه نموذج يقتدى به في كافة المجالات، خاصة أنه أثبت على أنه رجل دولة حياته كفاح من أجل الجزائر.