قمة نواقشوط.. أولوية الإصلاح

أمين بلعمري
25 جويلية 2016

اثبت أحداث ما سمي بـ»الربيع العربي» وما خلفته من اضطربات وأزمات أن جامعة الدول العربية التي مر على إنشائها 70 عاما لازالت التي تشتغل بآليات تجاوزها الزمن وأن هذه الأخيرة لم تعد قادرة على التكيف مع المستجدات الإقليمية والدولية كما لم يعد بإمكانها صيانة الأمن القومي العربي وما الأزمات التي تشهدها كل من سوريا، ليبيا، العراق واليمن إلا انعكاس لهذا العجز الكبير مايؤكد ان اصلاح الجامعة العربية أصبح ضرورة مستعجلة.
لقد تقدمت الجزائر قبل 11 سنة من اليوم بمشروع طموح لإصلاح الجامعة العربية لإعطائها نفس جديد وتزويدها بآليات مستحدثة تمكنها من التكيف مع المستجدات والتطورات المتسارعة التي عرفتها العلاقات الدولية. ورغم ان ذلك المشروع الإصلاحي الذي تقدمت به الجزائر لاقى استحسان الكثير من الدول العربية لا سيما في جانبه المتعلق باستحداث مؤسسات عربية فوق قومية مثل البرلمان العربي ومحكمة العدل العربية وكذا مجلس الأمن القومي العربي والأهم من ذلك كله الدعوة إلى تكريس مبدأ التداول الديمقراطي على رئاسة الجامعة والتخلي عن احتكار دولة المقر للرئاسة وهي الآلية التي  من شأنها تكريس الديمقراطية داخل الجامعة وكذا الزيادة من فعالية خدمة المصالح العربية المشتركة ما يمنع حدوث تداخل بين صلاحيات ومصالح دولة المقر على حساب الصالح العربي المشترك.
أصبح من الواضح أن التأخّر الذي حصل في إصلاح جامعة الدول العربية هو الذي جعل هذه الأخيرة تقف عاجزة عن التعاطي مع أحداث (الربيع العربي) وقد أثبتت تلك الأحداث أن الفشل الذريع للتنسيق العربي ولمفهوم الأمن العربي المشترك حيث تعاملت كل دولة مع تلك الأحداث منفردة في محاولة للناي بالذات عن تلك الانتفاضات المفاجئة التي لم تعط حينها للدول العربية حتى فرصة الاجتماع والبت في شأنها وهذا ما عرى عجز الجامعة العربية وافتقادها لآليات تمكنها من التكيف مع المستجدات وحالات الطورىء.
إن القمة العادية الـ27 للجامعة والتي انطلقت  بالعاصمة أمس بالعاصمة الموريتانية نواكشوط ـ للمرة الأولى -  تحت شعار «قمة الأمل» وإن كانت كل الشعوب العربية تعلق آمالا على هذه القمة لإنهاء المآسي التي تعيشها المنطقة العربية  فانه من الصعب التعويل كثيرا على هذه القمة في حال لم يتفق القادة العرب بالإجماع على المضي قدما بإصلاح هذه الجامعة لتمكينها من تحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها أما ما عدا ذلك فستكون مجرد قمة كسابقاتها التي لم ترق إلى مستوى آمال وتطلعات الشعوب العربية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024