مؤامرة ذبح الطفل الفلسطيني

أمين بلعمري
22 جويلية 2016

تواصل الجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا ممارسة سلوكاتها الشاذة وارتكاب الفظاعات باسم الدين الإسلامي، حيث انه وتحت صيحات «الله اكبر» نحرت أول أمس مجموعة تطلق على نفسها جماعة نور الدين الزنكي طفلا فلسطينيا في حلب السورية يبلغ من العمر (13) ثلاثة عشر سنة بدعوى أنه يقاتل في صفوف الجيش السوري.
المشهد المروع الذي نشره موقع «يوتيوب» يصيب الأبدان بالقشعريرة ولا ينصح أحد بمشاهدته لهول تلك المشاهد التي تعطينا الانطباع أننا أمام طائفة من آكلي لحوم البشر، حيث يظهر ذلك الطفل الفلسطيني - المنحدر من مخيم حندرات بسوريا-  وسط تلك الوحوش وهي تمارس عليه أبشع أساليب التعذيب النفسي من خلال استعمال عبارات الوعد والوعيد بالذبح والنحر قبل أن يقوم احدهم بذبحه ببرودة دم  وسط تكبيرات أولئك المجرمين و - كأنّهم حرروا فلسطين من الاحتلال الصهيوني ! والمثير للدهشة أكثر في خضم كل ذلك أن تلك الوحوش كانت تأخذ مع ذلك الصبي صور سيلفي وفيديوهات وسط ضحك وقهقهات أفرادها ما يثبت سادية هؤلاء واختلالهم النفسي، حيث تحول القتل عندهم إلى هواية يومية.
الغريب في الأمر أن الكثير من وسائل الإعلام الغربية والعربية التي أفحمتنا بمستجدات اعتداء نيس بفرنسا على مدار الدقائق والساعات، تجاهلت تماما هذه الجريمة النكراء والتزمت الصمت المطبق وكأن شيئا لم لا يكن لأنها لا تريد أن تكشف عورات تلك الجماعات الإرهابية التي تسميها (معارضة معتدلة) وعملت جاهدة على تقديمها للرأي العام العالمي وعلى مدار خمس سنوات كاملة على أن عناصرها مقاتلون من أجل الحرية يحاربون نظاما ديكتاتوريا يستعمل الأسلحة الدمار الشامل ضد الأطفال والنساء حسب تلك الوسائل الإعلامية التي يبدو أنها تخلّت عن مهنيتها وعن الرسالة النبيلة للإعلام، وفي الوقت نفسه لا تزال تلك الجماعات الدموية تلقى ـ بكل أسف - الدعم بجميع أشكاله من الدول الغربية بدعوى أنها معارضة معتدلة بينما تثبت كل الوقائع أن سوريا لم يعد فيها مكان للمعارضة على الأرض  و الواقع أنها  تحوّلت إلى اكبر منطقة لتجمع الإرهابيين القادمين إليها من مختلف أنحاء العالم و أصبحوا يشكلون أكبر تهديد للسلم والأمن الدوليين.
في الأخير، يبقى أن المستهدف الوحيد وفي جميع الحالات هو الطفل الفلسطيني الذي وجد نفسه بين مطرقة الاحتلال الصهيوني داخل الأراضي المحتلة وسندان الجماعات الإرهابية في مخيمات اللجوء، لتتأكد حقيقة واحدة وهي أن الصهيونية والإرهاب وجهان لعملة واحدة، حيث يتقسامان الكثير من المهام وتتقاطع بينهما الكثير من المصالح.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024