حرص رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في ذكرى استرجاع السيادة الوطنية على مخاطبة الشباب، أغلبية المجتمع الممثلة لأكثر من 70 من المائة، مطالبا منهم التمعن في نضال الإسلاف وانتفاضتهم على الخوف وكسر الطابوهات من أجل إعلاء شأن الجزائر الحرة المستقلة. وهي جزائر تستدعي من الشباب حمايتها من أي طارئ في ظرف الانقلابات الجيو استراتيجية والصراع الدولي على أشده من تأمين مصالح ونفوذ.
يكفي إلقاء نظرة فاحصة سريعة على ما يجري من حلّ البلد من تداعيات أزمات وتوترات للإدراك كم هو واجب ملح للشباب اليقظة والحذر من تحديات تملي عليهم التمتع بحس الضمير ونقائه وروح المواطنة والوطنية. وهي قيم تحلى بها شباب من قبل فجروا ثورة الحرية ووضعوا ميثاقها مرجعية للمشروع الوطني مناشدين النشء الحفاظ على الرسالة والوفاء لوصية الشهيد.
عاد الرئيس إلى أولى البدايات معيدا إلى الأذهان خصائل جيل الثورة الذي تشبع بقيم الوطنية مستلهما من مدرسة الحركة الوطنية ومختلف التنظيمات والحساسيات السياسية متفقا على قاعدة واحدة ورؤية استشرافية تجيب عن سبب النضال وتعطي اقتراحات حلول وبدائل للجزائر الجديدة.
عاد الرئيس إلى عمق التاريخ الوطني مناشدا الباحثين وأهل الاختصاص التكفل الجديد بإرث النضال وتدوينه للأجيال، باعتباره من الذاكرة الوطنية. الاستلهام من ماضي النضال الوطني يعني بالنسبة للشباب التشبع بروح الانتماء لجزائر عرضة الآن لحملات مسمومة ودعاية تروج بلا توقف من قبل من لم يهضموا استقلال البلاد ولازالوا يحلمون “بألدورادو الجزائر”.
يطلون علينا كل مرة عبر فضائيات فرنسية أنشئت خصيصا للتمادي في الحرب الإعلامية التي عجزت عنها القوة الاستعمارية ورجعت تجر معها ذل الهزيمة. حرب إعلامية تخاض بطرق أكثر تشويقا وأساليب تكنولوجية مؤثرة لاستمالة العقول، تصبّ في خانة تبييض وجه الاستعمار ومنحه صفة التمدن والتحضر.
هذه الحملة بالذات الأكثر خطورة هي التي تستدعي من شبابنا الحذر وتحصين الذات بالعودة إلى منابع التحرر الوطني واتخاذ منه قوة انطلاق نحو البناء باستقلالية وأمل، بعيدا عن النفور والسقوط في الخطاب التيئيسي الذي هزمته الثورة وجعلت انتصاراتها عبرة لمن لا يعتبر.