رغم التنوع الكبير في السلع المعروضة وارتفاع نسبة الاستهلاك بالنسبة للمواطن الجزائري .. وبالتالي زيادة وتيرة «زيارته « للمحلات التجارية والأسواق، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود «فتور» في غالب الأحيان بين التاجر والمستهلك، حيث أن الأول لا يعير أي اهتمام في غالب الأحيان للزبون الذي يتداول على زيارة محله أو طاولته في السوق»، ويعامله بأسلوب غير الذي يتمناه من خلال تجاهله في منحه الأفضلية أو الاهتمام به في السلعة التي يقدمها له .
كم من واحد تأثر بالمنتوج الذي يتفاجأ لـ «رؤيته»، عندما يصل إلى المنزل و هو كان قد اشتراه من «معريفة»، أي التاجر الذي يعرفه منذ مدة .. وهنا يتحدث عديد من الكهول الذين عايشوا الزمن الذي كان التاجر يعرف فيه قيمة العلاقة التي تجمعه بزبائنه، وقال لنا أحدهم: «في العديد من الأحيان أكون في عملي ويقصد أبنائي التجار الذين أشتري من عندهم لاقتناء سلع وبمجرد رؤيتهم لأحد أبنائي تكون العملية آلية من طرف التاجر وبنوعية رفيعة .. مما يبيّن أن احترافية التاجر و «نيّته» صادقة لرفع قيمة المهنة التي يشغلها، لكن في زمننا الآن المهم هي المبالغ التي تدخل الخزينة دون مراعاة أشياء أخرى».
هذه الوضعية تدفع بمعظم الأشخاص إلى تغيير الأماكن التي يقتنون منها احتياجاتهم و لا يتخذون محلات معينة للابتعاد عن المفاجآت غير السارة، لا سيما عندما تأتي من التجار «القريبين « منهم.
لذلك، فإن الأمور تغيّرت في «ميكانيك» التاجر الجواري، ومن الضروري السير في منحى مخالف الذي قد يجلب الرضى و السلعة المناسبة للزبون.