أسسها رئيس الجمهورية منذ 13 سنة بمقتضى مرسوم، صارت تقليدا متبعا يعلن عن الفائزين بها كل ليلة القدر المباركة، التي هي خير ليلة أُنزل فيها القرآن الكريم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. إنها جائزة الجزائر الدولية لحفظة القرآن تجويده وتفسيره، التي حققت الرواج الكبير وأظهرت ما تبذله الجزائر من جهود مضنية في سبيل العناية بكتاب الله، وإعطائه قدره من الاهتمام في التفسير والعناية، مستنده الأمر إلى أهل الاختصاص فاتحة المجال إلى الاجتهاد بالتعريف بقيم التسامح والتضامن المبدأ المقدس في ديانتها، التي تدعو إلى الاعتراف بالآخر والجدل بالتي هي أحسن بعيدا عن الغلو والتطرف.
إنها قيم ما أنفك الرئيس بوتفليقة في المرافعة لها، داعيا رجال الدين إلى الاندماج في هذه الحركية والصيررة، لاطلاع أبناء الأمة بمضمون الديانة الإسلامية التي تشبع الجزائريون بقيمها منذ العصور، فكان من رواد فكر التسامح والتعايش ونبذ التطرف والفكر التكفيري المشكك في كل شيء، المتمادي في الترويج لأشياء غريبة عن الدين الإسلامي، معطية له تفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان.
إنها أفكار تروّج إلى أصالة الجزائر وتمسّك شعبها الأبي بالقرآن الكريم، وبحسن تلاوته عبر المدارس والكتاتيب لتعليم كتاب الله في كل أرجاء البلاد وهذا عبر التاريخ. أفكار روّجها علماء وشيوخ كبار، منهم الشيخ التلمساني والعلامة عبد الحميد بن باديس، الإبراهيمي، والشيخ بيوض والشيخ تواتي بن تواتي والقائمة طويلة.
طرح رئيس الجمهورية البديل الآخر بالعودة إلى أصول الدين والتفحّص في إنجازات العلماء الجزائريين والمسلمين، معرفة ما تركوه لنا واستغلاله في ظرف متقلّب تغزوه أفكار التطرف، تحاول إذابة المرجعيات والأصول، وتحرّض أبناء الوطن الواحد على اتباع ما تزعم أنه الأنسب، مغذية روح الانشقاق والفتن.
إنها أفكار هدامة تروّج عبر فضائيات تنمو كالفطائر، تطل علينا وتدخل البيوت بلا استئذان، تلفظ سموم تستدعي مواجهتها بالفكر النيّر السديد ومجادلتها بأخلص وأنبل قيم الإسلام الرافض لقتل النفس بلا وجه حق، والاعتداء على أقدس حق إنساني على الإطلاق: الحق في الحياة.
طرح رئيس الجمهورية البديل بإنشاء الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، وتنشيط مواضيعه المتعددة، المتخذة من الإسلام دين ودنيا، فقهاء ونابغة في الفكر الإسلامي، المقتنعون إلى حد الثمالة بأن هذا الدين صالح لكل زمان، لم يرفض الاجتهاد ولن يقبل بأن يبقى قالبا جامدا، لكن متغيّر حسب ما تستدعيه الحاجة وما تطالب به المرحلة.
فكانت الأسابيع الوطنية للقرآن الكريم محطات مفصلية، نوقشت خلالها قضايا الساعة من أهل الاختصاص، عالجت تعقيدات الأمة وعرضت الحلول. وتعززت الأسابيع بجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم، التي تعد رافدا مهما في الترويج لأصالة ديننا الحنيف، وصفاء قيمه ونبل رسالته وتعاليمها لبني البشر قاطبة.
الجائزة المفتوحة لمختلف أبناء الأمة الإسلامية، حريصة على مرافقة الفرسان الفائزين فيها، بمنحهم الجوائز التي يستحقونها باقتدار كل ليلة القدر المباركة، كانت عصب النشاط الديني. واحتفالية ليلة القدر بالمسجد الكبير بالعاصمة، هي احتفالية حملت التمايز والاستثناء هذه المرة، لتزامنها مع الذكرى الـ5٤ لعيد الاستقلال، الذي خاضت الجزائر من أجله معركة مصيرية لتحرير الأرض والإنسان المتبع بروح الإسلام، ولن يتخلى عن قيم التسامح والتعايش إلى يوم الدين.