تمكنت عناصر الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن المشتركة من تحقيق نجاحات ميدانية قوية، عكست نجاعة الإصلاحات والتغييرات الهيكلية التي أقرها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة السنة المنصرمة، وخاصة على مستوى الاستعلامات والأمن.
وشكك الكثيرون في تلك الخطوات وراهن على فشلها، ولكن مع مرور الوقت تبين أن تلك الإصلاحات كانت خطوات مدروسة تماشيا مع تطور المؤسسة العسكرية واحتياجات الوقت الراهن، الذي تغيرت فيه العديد من المعطيات والعوامل التي كانت تستدعي تغييرات جذرية انتهت بتقديم أفضل النتائج، وما العمليات الأخيرة للجيش الوطني الشعبي بمختلف أنحاء الوطن إلا دليل على نجاح التغييرات الهيكلية التي مست المؤسسة العسكرية.
ومن المكاسب المهمة هو انسجام القيادة العسكرية والتفافها حول مشروع تحصين سيادة الجزائر، والتصدي لكل المحاولات الإرهابية والمؤامرات الأجنبية التي تحاول إغراق الجزائر بالسلاح والدعاية لتنظيم ما يسمى «داعش» من خلال تحريك العديد من المرتزقة بالداخل للتأكيد بأن الجزائر تم اختراقها وبأن الإرهاب لم ينته.
إن العمليات الأخيرة بالمدية، البويرة وسيدي بلعباس تؤكد بأن الجيش الوطني الشعبي مؤسسة متكاملة وقادرة على تأمين كل المناطق، وحرب الاستنزاف التي يخوضها على الحدود باحترافية.
ويظهر أن أزمة النفط العالمية مفتعلة للتأثير على استقرار العديد من الدول ومنها الجزائر في سياق علاقات دولية يميزها تحالف القوى الكبرى على دول الشرق الأوسط وإفريقيا.
إن ما يحدث في الجزائر من تصريحات مسيئة ومشككة في المؤسسة العسكرية ومن بعض أبنائها للأسف ليس مبررا، لأن هناك من تولى بمناصب مهمة على غرار الرئيس السابق ووزير الدفاع اليامين زروال الذي ضرب مثلا في الوفاء والإخلاص للجزائر ورفض كل دعوات الانخراط في مشاريع سياسية أو الانسياق وراء أطراف معينة، ولكن البعض الآخر للأسف يطلق تصريحات غير مسؤولة دون أسباب واضحة وفي ظرف تحتاج فيه الجزائر لدعم الجميع لتجاوز المرحلة الحالية يخرج البعض بخرجات غير مفهومة.
حرية التعبير والصحافة شيء جميل والأجمل منها تحمل مسؤولية المواقف والتصريحات، وإن كانت للصالح العام ولو بانتقاد أفكار أو مشاريع أو استراتيجيات، ولكن التهجم على الأشخاص والحكم على نواياهم، ومحاكمتهم على الصحف الالكترونية وصفحات الجرائد، وتقديم آراء شخصية كأنها باسم الشعب الجزائري فهذا أكبر خطأ.