إن تنكر المجتمع الدولي للجزائر لم يعد يخف على أحد، فمجهودات الجزائر في إحلال السلم ودعم ونصرة القضايا العادلة ومكافحة الإرهاب جمعت التنويه والتقدير ولكن دون تأهيلها لنيل جائزة نوبل للسلام.
الجزائر تستحق أكثر من جائزة نوبل للسلام بالنظر للشخصيات والأطراف التي تحصلت على هذه الجائزة والكثير منها يملك ماضيا أسودا وأياد ملطخة بالدماء سواء من خلال التواطؤ والتآمر أو بيع الأسلحة أو السكوت عن جرائم ضد الإنسانية.
الغريب في التعامل مع الجزائر هو الإشادة الواسعة بمجهوداتها في مختلف المحافل الدولية دون أن تتوج بجائزة نوبل للسلام فما الذي يمنع ذلك؟
لقد سمعنا الكثير عن لوبيات خفية توجه الجائزة ليس من خلال منحها للذي يستحقها، ولكن من خلال العمل على منع ترشح من يستحقها وهي طريقة ذكية لتجنب اللغط الإعلامي والتشكيك في الجائزة.
ما قامت به الجزائر في مالي عجزت عنه كبرى القوى الغربية التي تبين أنها تحسن فقط التدخل العسكري واقتناص فرص تسويق السلاح ولو على حساب جثث الشعوب، وعندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية فتطول الحلول وتتعطل.
أثبتت الجزائر في مالي حنكتها الدبلوماسية وبعد نظرها وبعد الإنزال العسكري للقوى الغربية أيقنت أنها ستدخل مستنقعا يصعب الخروج منه ورجعت بعد أشهر لمقاربة الجزائر السلمية.
نفس الأمر ينطبق على الأزمة الليبية وقضية الصحراء الغربية وغيرها من الأزمات التي عرفها العالم عبر العقود الأخيرة، وحتى مكافحة الإرهاب الذي اكتسبت فيه الجزائر تجربة كبيرة ونجاعة جعلت جيشها يحتل الصفوف الأولى عالميا وبات مرجعا لمختلف الجيوش من خلال التدريب أو الحصول على المعلومات.
وعليه فالاعتراف بمجهودات الجزائر قد حان ولا أعتقد أن أي أحد سيعترض بما فيهم أعداء الجزائر.