في رمضان يزداد الإقبال على الاستعجالات الطبية، غير أن بعض مستشفياتنا تتحول تلك المصالح قبيل أذان الإفطار إلى فضاءات مهجورة من الأطباء الذين يفترض فيهم الوازع المهني لمواجهة الطلب، ويبقى الممرضون أمام الأمر الواقع ليتحملون ضغط المرضى والمصابين وذويهم، وقد يتطور الأمر أحيانا إلى مناوشات تستدعي تدخل أعوان الأمن للتهدئة، بينما المفروض أن الطبيب مهما كانت درجته يكون في الصفوف الأولى للتكفل بمواطنيه بتقديم العلاج الاستعجالي بكل احترافية ونزاهة مثلما تعلموه في كلية الطب التي تولي في برامجها جانبا هاما للأخلاقيات والقيم النبيلة للمهنة بحيث تلزم الطبيب بتجاوز كل ما يعيقه ويعترضه من متاعب وحتى مشاكل لأجل القيام بواجبه، مجسدا سلوكات ترقى لمركزه..
بلا شك هناك أطباء ولو قلة يحرصون على ضمان الخدمة، غير أن هناك للأسف من لا يعير للواجب أدنى اهتمام فيسقط تحت سلطان المعدة وربما التدخين متخليا عن مكانه الطبيعي، علما أن إسعاف مريض في حالة استعجالية عمل يضاف إلى حسنات رمضان، حقيقة الضغط كبير لكنها ضريبة المهنة ولا يليق أن تبقى مصالح الاستعجالات خالية ممن يفترض فيهم العلم والعطاء وإنهاء معاناة مرضاهم.
الأدهى أن هناك من يفقد تركيزه بعد الإفطار بحيث يتعامل مع المصابين أو المتألمين بشكل آلي لا يتعدى فحصا بسيطا وبعجالة يتبع بملأ وصفة دسمة لأدوية ينفق لأجلها مال ويؤول جانب منها إلى النفايات. نأمل أن ترقى سلوكات العاملين في الصحة من البوابة الرئيسة فتبدأ بابتسامة ورأفة ومرافقة وتحمّل للمريض وعدم تبرير أي تقصير أو تهاون أو تسيّب بالمحيط.