«يأكل بالعين” عبارة يرددها المواطن في كل مرة خلال شهر رمضان للحديث عن من يضاعفون الكميات التي يشترونها من المواد الاستهلاكية خلال الشهر الفضيل .. في الوقت الذي تكون نهاية نسبة كبيرة من هذه المواد التي دفعوا للحصول عليها مبالغ كبيرة سلة القمامة.
ونرى في مختلف الأحياء العاصمية “ديكورا” مؤسفا من المواد الغذائية التي تتلف يوميا وفي مقدمتها مادة الخبز، التي قبل الإفطار تجلب أنظار وترفع من شهية المستهلك أين نراه يطوف في الشوارع للبحث عن مختلف أنواع هذه المادة الأساسية في مائدة الجزائري .
وبما أن الخبازين “العصريين” أو “التقليديين” إزدادت “ابتكاراتهم” في صنع الخبز المميّز، فإن ذلك قابله “الشراهة العينية” للمستهلك الذي نجده في أمسية كل يوم يدخل المنزل وهو “محمّل” بأنواع عديدة من الخبز ...
والأدهى من ذلك أن العائلة المتكونة من عدد من الأفراد قد تجعل كل واحد منهم يريد اقتناء النوعية التي يريد، وعدم “تفويت” الفرصة لإحضارها على المائدة .. والنتيجة هي “تراكم” الكميات
والنوعيات في كل البيوت .. لكن الاستهلاك في الإفطار يقتصر على كمية محدودة .. والنسبة الكبيرة توضع في أكياس القمامة وتشارك في زيادة حجمها الذي يقدم صورا “كارثية “عن التبذير اليومي لمادة يجب علينا المحافظة عليها.
وقد كشفت الأرقام والاحصائيات أن المستهلك الجزائري “يرمي” مليون وحدة من مادة الخبر يوميا .. وكل واحد يقول أنه للأسف الشديد قام برمي “خبزة واحدة” فقط ؟؟؟ والنتيجة كميات كبيرة من الخبز.
فرغم الحملات التحسيسية المتعددة والمتكررة، إلا أن السلوك غير المنطقي لهذه الظاهرة لم يقل للأسف الشديد؟