تثبت العمليات التي ينفذها الجيش الوطني الشعبي وتكلل كل منها بنجاح كبير من خلال القضاء القضاء على عناصر إرهابية وحجز كميات معتبرة من الأسلحة و الذخائر والتي كان آخرها نهاية الاسبوع هذا الاسبوع اين تم القضاء على 4 ارهابيين وإلقاء القبض على آخر في الرواكش بولاية المدية واسترجاع كميات معتبرة من الايلحة والذخيرة، على أن الإرهاب في الجزائر انهزم على الصعيدين الشعبي و النفسي وأن الفكر التكفيري لم يعد له حاضنة شعبية بعدما ظهر أولئك القتلة المجرمون على حقيقتهم أمام الشعب الجزائري الذي لم يعد ينطلي عليه خطابهم الخبيث الذي يوظّف الدين للتغطية على شذوذهم ، انحرافاتهم وإجرامهم وهذا ما يفسّر العزلة التي أصبحت تعانيها تلك الجماعات الإرهابية عزلة اضطرتها إلى التراجع إلى الجبال والغابات بعدما كانت تختبئ في المدن والقرى وهي إحدى الاستراتيجيات التي كانت تعول عليها كثيرا الجماعات الدموية من خلال اتخاذ هذه المواقع كأماكن للتغلغل والاندساس وقواعد خلفية للتخطيط ولتنفيذ أعمالها الإجرامية كما كان يحصل في السابق.
إن الاحترافية العالية التي أصبحت تتمتع بها قوات الأمن الجزائرية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التي تحسدت في هذه النتائج الملموسة، لم تأت من عدم و لكنها جاءت نتيجة تراكمات خبرات عشريتين من مكافحة هذه الظاهرة العابرة للأوطان التي أصبحت من بين إحدى اكبر التهديدات للسلم الدولي في ظل غياب إستراتيجية دولية يمكنها أن تنسق جهود المجتمع الدولي لمواجهة هذا التهديد و ذلك و بكل أسف بسبب مصالح ظرفية وحسابات سياسوية تتقاطع في بعض الأحيان مع استراتيجيات الإرهاب الدولي أو على الأقل تخدم أجنداته وخططه !!.
ان الضربات التي تتلقاها الجماعات الإرهابية في الجزائر تحمل رسائل واضحة إلى الجماعات الإرهابية وإلى الأطراف التي توظفها كأداة لبث الارتباك الأمني وتهديد الاستقرار و السكينة الاجتماعية في الجزائر حيث إن تلك الأطراف لم تستسغ مقاومة الجزائر لكل محاولات النيل منها على مدار 20 سنة وهذا بفضل الجيش الوطني الشعبي الذي ظل متماسكا و موحدا من اجل الدفاع عن الجزائر والذود عن حماها و حدودها بفضل عقيدة عسكرية توجه عمل هذه المؤسسة وهي خارطة طريق منسجمة مع مبادئ ثورة نوفمبر المجيدة ورسالة الشهداء الذين قدموا أرواحهم من اجل أن تحيا الجزائر و أحفاد أولئك الشهداء الأخيار هم من يرابطون اليوم في الثغور و الحدود من اجل هذه الغاية السامية نفسها.