تسريبات البكالوريا جريمة

حكيم. ب
04 جوان 2016

إن الحديث عن تسريب بعض مواضيع البكالوريا، يجب أن يتركز على من قام بهذا الفعل الإجرامي ومعاقبته أشد العقاب، لأن هذا السلوك يعتبر انحرافا خطيرا في سلم القيم والذي ينمّ عن وجود عديد الأطراف تحاول استغلال كل شيء لإثارة الفتنة والبلبلة.
تعتبر مسؤولية وزارة التربية الوطنية قائمة، بهذا القول لا نود إدانة أو الحكم على وزيرة التربية نورية بن غبريت، التي تعتبر وزارتها ضحية، في انتظار فصل جهاز القضاء في هذا الملف، الذي يعتبر شائكا، طالما أنه متعلق بمصداقية المدرسة الجزائرية.
رائحة المؤامرة ومحاولة استغلال تلاميذ البكالوريا سياسيا ليس مستبعدا، لأن الكثيرين مازالوا يرغبون في الاستنجاد بكل شيء لإثارة الفتنة والمشاكل بعد فشل محاولات أحداث غرداية ومنطقة القبائل وغيرها من الملفات لإدخال الجزائر في الفوضى والشك.
حقيقة كنا نقول إن ربط كل المواضيع بالسياسة مطية لتبرير الواقع في بعض الأحيان، إلا أن توالي المؤامرات وكثرتها في مختلف المجالات تؤكد أن البلاد تتعرض لهجمة شرسة تسعى لتأليب الرأي العام على الوضع العام.
لمعرفة أسباب التسريبات، يجب الرجوع إلى الوراء، حيث ظهرت مقاومة غير معلنة لقرارات الإصلاح، حيث تم إلغاء العمل بالعتبة وفرض ميثاق أخلاقيات المهنة واسترجاع السكنات الوظيفية وتحيين المناصب، كما أن فتح المسابقات أمام مناصب مدير مدرسة أمام الشباب، يظهر أنها قرارات لم يتم تقبلها، ناهيك عن اجتياز عام دراسي دون إضرابات، كلها مكتسبات لم يستسغها الكثيرون.
ونجحت الوزارة في فرض الانضباط اللازم، بعد حالات التسيب والحديث عن غش جماعي في عديد المؤسسات التربوية من قبل، حتى وإن لم تثبت، فالكثير من أطراف الأسرة التربوية لم ينفوا انتشار سلوكات مشينة لا تمتّ بصلة لقطاع التربية.
وقد صبّت العديد من وسائل الإعلام الزيت على النار وتناست أنها مسؤولة تجاه إنجاح مسابقة البكالوريا وليس ترصد بعض الذين وصلوا متأخرين وحاولوا صناعة رأي عام حول قضيتهم، وهو ما ذكّرني بمحاولة التعاطف مع لاعب تناول المنشطات ومحاولة انتقاد كل من تهجم على اللاعب في صورة تثبت انحراف بعض وسائل الإعلام وكأنها غير مسؤولة اجتماعيا حول مختلف قضايا الأمة.
إن سمعة الجزائر هي المستهدفة، والبحث عن المجرم مسؤولية الجميع. كما أن الهزال والإفراط في استعمال مساحات التواصل الاجتماعي وتوجيهها للبلبلة والمشاكل والسخرية من كل شيء والشماتة، أمور كلها كانت سببا في تمييع البكالوريا ومحاولة إفشال المسابقة التي تعتبر جسرا نحو الجامعة ومنه إلى النخبة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024