إلى متى تستمر النكبة؟

س / ناصر
31 ماي 2016

تمر الذكرى 68 لفقدان فلسطين أرضها وزرعها وإرثها وهو يوم النكبة ليس للفلسطينيين البالغ عددهم 12 مليونا موزعين عبر بقاع العالم وحدهم، بل للعرب والمسلمين قاطبة كون فلسطين مركز الأزمة العربية الإسرائيلية ولذلك فهو ليس يوما عاديا في تاريخهم الحديث.
ويبدو أن يوم النكبة لم يقتصر على ما حدث في ماي من سنة 1948، بل استمر إلى غاية اليوم لأن مشروع الاحتلال الإسرائيلي القائم على سياسة التوسع ومصادرة الأراضي مستمر ولم يتوقف.
فقد استولت العصابات اليهودية أمام الصمت العالمي بما فيها العرب والمسلمين على 77 بالمائة من الأراضي الفلسطينية في تلك الفترة واستمر مشروع الاحتلال إلى ما بعد ماي 1948، غير أن أسلوب الاحتلال تغيّر في الاستيلاء على ما تبقى من أراضي وذلك سنة 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس بكاملها وانتهكت الحقوق واستبيحت الدماء الفلسطينية الزكية واستمرت المقاومة الفلسطينية هي الأخرى بأساليب عدة بما فيها الكفاح المسلح لكن دون دعم قوي من قبل العرب والمسلمين بعكس إسرائيل المدعمة من قبل الغرب.
واستمر الاحتلال في محاولات الاستيلاء على الأرض عن طريق فرض الأمر الواقع حتى بعد إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1993، وتوقيع اتفاقية أوسلو عبر الاستيطان في الضفة الغربية وشرقي القدس ما يعني أن النكبة مستمرة فسكان الضفة يخشون أن تستولي إسرائيل على ما تبقى من أراضيهم بعد تسلمهم قرارا بمصادرة 600 فدان منها معظمها أراضي زراعية مزروعة بأشجار الزيتون معمرة ، وهناك مخططا لتوسعة المستوطنات والسيطرة على المنطقة.
وتشير تقارير أممية، إلى أن الجيش الإسرائيلي زاد في الأشهر الأخيرة عمليات هدم مباني الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، إلى أكثر من ثلاثة أمثال ويعتبر العملية شرعية كون المباني ـ حسبه ـ تمت دون ترخيص أو في منطقة عسكرية ويؤيدهم في ذلك صاحب الخطاب المتطرف «ليبرمان» وهو من سكان مستوطنات الضفة الغربية والتي يعتبرها ملكا لجده أو أبيه ويؤيده في توجهه هذا نتنياهو وأشباهه من القادة الإسرائيليين.
لكن نتنياهو يتبجح ويضحك على ذقون العرب بقوله إنه يؤيد المبادرة العربية لإجراء المفاوضات من أجل حل إقامة الدولتين بعد أن استولت إسرائيل على أكثر من 85 بالمائة من مجموع مساحة أراضي فلسطين.
وتنتقد العديد من الدول لا سيما المعترفة بدولة فلسطين قرارات المصادرة الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية وترى فيها تقويضا لأسس حل الدولتين والذي لن يتجسد على أرض الواقع ما لم تنسحب إسرائيل من أراضي 1967، وتسمح بحق عودة اللاجئين إلى أراضيهم وهذا لن يتحقّق بسهولة مادام العرب والمسلمين مشتتين والكل منشغل بأوضاعه الداخلية المزرية، وما دام العالم صامت أمام انتهاكات وتجاوزات إسرائيل للأعراف والقوانين الدولية ما يجعل النكبة الفلسطينية مستمرة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024