المواطنة في زمن الفضاءات المفتوحة

أمين بلعمري
02 ماي 2016

إن الانفتاح الهائل الذي عرفته وسائل الإعلام العالمية والسرعة الفائقة لانتقال المعلومة ووصولها إلى المتلقي، جعل الدول تستثمر في وسائل الإعلام بشكل غير مسبوق لأنها أدركت أن هذه الأخيرة أصبحت إحدى وسائل تجسيد السياسة الخارجية لتحقيق المصالح  الحيوية لأي دولة عبر العالم من خلال العمل على صناعة رأي عام موالي داخل الدول الأخرى يساهم من حيث لا يدري  في تحقيق أهداف و مصالح لقوى خارجية قد تكون في أحيان كثيرة تتناقض مع المصلحة الوطنية.
إن الرهان الحقيقي اليوم لوسائل الإعلام الجزائرية هو مواجهة الحملات المسعورة الموجهة ضد الجزائر وضد سياستها الخارجية و محاولة إظهارها على أنها تسبح عكس التيار لبث الإحباط في نفوس المواطنين وفصل المجهود الدبلوماسي عن سنده وعمقه الشعبيين وهنا يبرز دور وسائل الإعلام الوطنية في الرد على هذه الهجمة وصدها من خلال عمل مركز ومستمر من أجل تحصين الرأي العام الوطني من السموم والمغالطات القادمة من الخارج والعمل على صناعة رأي عام وطني متماسك يؤمن بالوطن وبالتحديات التي تواجهه.
إن اعتبار ترقية مفهوم المواطنة  من مهام  وسائل الإعلام الوطنية على أساس أنها إحدى الفواعل المسؤولة عن تعزيز هذه الروح وهي مسؤولية اضطلع بها رجال الإعلام في الجزائر منذ الوهلة الأولى للانفتاح الديمقراطي الذي عرفته الجزائر بل إن التعدد الإعلامي السياسي نفسه كان ثمرة تضحيات شهداء أسرة الإعلام الذين آمنوا بجزائر الديمقراطية و حرية التعبير وواجهوا الظلم والقمع من أجل هذا الهدف النبيل كما واجهوا بعد ذلك الإرهاب الهمجي الظلامي الذي أراد وأد تلك المكتسبات في مهدها، وكانت فاتورة ذلك مرتفعة ودفع الإعلام مجددا ضريبة حرية التعبير من أجل جزائر أفضل يكون فيها المواطن محور المعادلات المختلفة واليوم و نحن نحيي اليوم العالمي لحرية التعبير تستوقفنا أسماء كانت عناوين للتضحية من أجل الجزائر و من أجل صحافة تتمتع بالحرية والالتزام بقضايا الوطن وليس صحافة التزلّف والنفاق ولو كان ذلك على حساب هذا الوطن.
الأكيد أن حرية العمل الصحفي هي الضامن الوحيد للحصول على وسائل إعلام جزائرية قوية وفعالة يمكنها أن تصنع لنا مواطنا جزائريا يعتز بجزائريته ويدافع عن وطنه، لا تؤثر فيه أبواق الدعاية ولا دعاة الفتنة عندما يؤمن و يثق بما يتلقاه عبر صفحات، شاشات وأثير وسائل إعلامه الوطنية وعندها يمكن لهذه الأخيرة أن تعزّز روح المواطنة وتعمقها في شدّ اهتمام الشاب الجزائري ليحصل من خلالها على الأخبار التي تخص  وطنه، مدينته و حيّه تكون صحيحة و ذات مصداقية بدل البحث عنها عند الآخر لأن ذلك هو أكبر ما يزعزع ثقة الشباب في أوطانهم والآثار العكسية لذلك ستكون مدمرة .   

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024