قــوة اقـتراح وتغيــير

فضيلة بودريش
02 ماي 2016

كلما استحضرنا الثالث ماي من كل عام واحتفينا بعيد حرية التعبير، نتطلع إلى هامش أوسع لطرح أفكارنا ومعالجة المادة الإعلامية بعمق واحترافية، سواء ما تعلق بنقل الأخبار، تجميعها، أو تحليلها، والقفز بأفكارنا إلى صنع صحافة الرأي التي تنير الرأي العام بعيداً عن التغليط والتهويل ومن خلال تحرّي الدقة وصدق المعلومة. وتستوقفنا بالموازاة مع كل ذلك، الأشواط التي تم قطعها في مسار الصحافة الجزائرية، سواء كانت مكتوبة أو سمعية أو بصرية، ورصد المكاسب وتحديد كل ما لم يتحقق، ولمَ لا السعي إلى تجسيده.
لكن هذه القيم وغيرها، التي تثار في كل مرة، تحتاج إلى انفتاح مصدر الخبر ومساعدة الإعلامي في نصف مهامه، حتى يؤدي الخدمة العمومية المتمثلة في إعلام المواطن وبأحسن وجه، كونها مسؤولية ملقاة على عاتقه. ويبقى الصحافي همزة وصل بين الخبر أو المعلومة والمتلقي، سواء كان قارئا أو مستمعا أو من جمهور المشاهدين. وتظل الساحة الإعلامية في الجزائر تتعزز أكثر، فبعد تجربة مهمة في المشهد المكتوب، أي على مستوى الجرائد المنشورة، سواء ورقيا أو فيما بعد إلكترونيا، جاء الانفتاح التدريجي للقطاع السمعي البصري، الذي لا ينبغي أن نكرر فيه أخطاء ما سجل في التجربة المكتوبة، لأنّ من التنظيم الجيد منع الدخلاء من التسلل إلى مجال حساس حتى يبقى مقتصرا على أصحاب المهنة، يمكن أن تتشكل ملامح قوية لقنوات فضائية تكون بعيدة عن الارتجال، وحتى لا تستغل الإعلاميين برواتب زهيدة، حيث كل ذلك من شأنه أن يؤثر على الأداء وبالتالي على المنتوج الإعلامي، خاصة أن المرحلة الحالية تختلف عمّا كان في السابق، من حيث انتشار الوسائط الاجتماعية ذات الانتشار الرهيب وسرعة تدفق ووفرة خدمة الأنترنت والأجهزة الذكية من هواتف ولوحات إلكترونية وحواسيب،
ويمكن لاعتماد قنوات إعلامية، تكريس ضرورة التأكد من قدرة أصحابها، خاصة على المستوى المادي، من الصمود في وجه منافسة شرسة تشهدها القنوات التي تنتشر مثل الفطر في العالم، وحتى لا يتخذها البعض تجارة مربحة، لا يهمهم في مشروعهم لا الرسالة الإعلامية ولا احترافية الصحافي. ولأن الجزائريين يتطلعون، بدون شك، إلى قنوات ذات مصداقية، بعيدا عن الإثارة وحتى تنقل المعلومة بصدق لا يحتمل الخطأ.
إذن كل عام والصحافي الجزائري يسمو أكثر نحو احترافية أكبر، الصحافي الذي ذاق ويلات الموت البطيء في العشرية الأمنية، وصارع قبل ذلك ليفتك هامشا معتبرا من حرية التعبير، نجده اليوم يصمد من جديد ويواجه تحديات عديدة، من بينها بلوغ سقف عال من الاحترافية وتحقيق المزيد من المكاسب، خاصة ما تعلق بتحسين ظروفه الاجتماعية والمهنية، ولمَ لا المزيد من مساحات حرية التعبير التي يبدو أن جزءا كبيرا منها يتحقق من خلال معركة الممارسة المهنية المستمرة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024