فرق طبية وإدارية مجندة في العملية التي تنطلق يوم 24 جوان الداخل عبر الوطن. إمكانيات مادية وبشرية سخرت للموعد الصحي التاريخي بالجزائر، التي تفتح عهدا جديدا مع التلقيح الموجه للمواليد وفق رزنامة حددت بدقة وخارطة طريق ضبطت بمنتهى المهنية لا تقبل الارتجالية.
لقاءات تمت، مداخلات أثرت النقاش ووسعت من دائرة التكفل الصحي بالأطفال بناة المستقبل صانعي التطور والتغير. مطويات وزعت تشرح، تحسّس وتوعّي الأولياء، جاعلة منها أقوى الشركاء في المهمة المنتظرة.
جسور تواصل واتصال مدّت مع الإعلام مراهنة عليه في المرافقة والمتابعة وتصحيح الفجوات ومواجهة الطارئ بلغة مهنية مستقيمة متّزنة لا تقبل التهويل والمزايدة المفسدة للعمل الصحي والمسار الذي ناشدته «اليونسيف» ورحبت بالتجربة في جزائر وضعت الصحة فوق كل اعتبار وأعلتها فوق الحسابات.
إنها عملية التلقيح التي تشدّ اهتمام الجماعات المحلية وتخوض العيادات بشأنها تجربة أخرى ضمن سلسلة الوقاية ضد الأمراض وتحصين النشء من فيروسات تتكاثر وتنتشر بأسرع ما يمكن.
فيروسات تغزو بيوتنا وأحياءنا ومحيطنا العمراني والسكني فرضت هذه المواجهة، التي تعد معركة أخرى من أجل تأمين المواليد شرّها وما أخطره في زمننا الراهن.
إنها عملية توقفت عندها «الشعب» المحلي لرصد مجرياتها عن قرب، تحضيراتها، اعتمادا على تصريحات الأطباء والمسؤولين وحوارات مع مختلف مقرري السياسات الصحية المحلية بغرض إعطاء صورة كاملة شاملة عن هذا المجهود الصحي الذي يبرز بحق ما حققته الجزائر وما التزمت به في تجسيد أهداف الألفية وفي مقدمتها: صحة الأطفال.
فلا غرابة أن تجنّد الطاقات وتوزع المهام من أجل إنجاح حملة التلقيح التي باشرتها الوزارة الوصية، مراهنة على الإعلام في إيصال الرسالة إلى أبعد نقطة وأوسع فضاء جغرافي بالجزائر العميقة.
لا غرابة أن تتخذ كل التدابير من أجل ضمان انطلاقة سليمة للعملية التي تتواصل إلى غاية 2020، تاريخ الانتهاء من البرنامج القديم وسحب الرزنامة القديمة كليا من الخارطة الصحية.
أربعة لقاحات جديدة يشملها البرنامج الصحي محل الاهتمام والعناية، بحسب أهل الاختصاص، أوله يخص اللقاح المضاد للشلل، اللقاء المضاد للنكاف والمكورات الرئوية والحصبة. وهي لقاحات تخضع لحملات تحسيس لإفهام الأولياء كم هي مجدية العملية وتجنّدهم لإنجاحها تطبيقا للشعار الصحي حامل الدلالات القوية ذات الوقع على يوميات الطفولة السليمة البنية والجسد: «التلقيح في الوقت... والصحة في كل الأوقات».
إنه الرهان الكبير للجزائر التي تخوض هذه المعركة الصحية انطلاقا من المبدإ المقدس: حق المواطن في الصحة. وواجب العائلة التكفل بأبنائها الصغار حديثي الولادة. كل هذا يجسد ضمن برنامج وطني أسوة بما هو مطبق في البلدان المتقدمة، غايتها الواحدة تحقيق الرعاية الصحية التي يعول عليها في تربية النشء وتحصينة في مجتمع متوازن سليم يشكل عصب البناء والتطور.