ورشات مفتوحة، مشاريع تشيد في إطار «الجزائر البيضاء»، غايتها تهيئة المرافق والمنشآت وجعلها وجهة ترفيهية لمواطن يجد فيها الملاذ والمتعة هروبا من ضوضاء المدينة وضغط حركة مرورها وثقل عمرانها.
جاءت هذه المرافق من أجل إعطاء صورة أخرى أكثر بياضا وجاذبية وجمالا للعمران والمدينة، بعيدة عن تلك النمطية المرسخة في الأذهان التي تبقي الأحياء مجرد هياكل بلا روح، منشآت تفتقد لأدنى شروط الحياة.
ملّ المواطن من رؤية أحياء تنمو كالفقاقيع تكتسح الفضاءات بلا هندسة معمارية ومساحات خضراء ومرافق تسلية وترفيه متنفسه الوحيد.
ملّ المواطن من تلك الأحياء المتلاصقة التي صرف عليها مالكوها الأموال الطائلة وتركوها مجرد بنايات متلاصقة، بلا أرصفة فسيحة ووجهة عمرانية بعيدة عن جماليات العمران التي يتباهى ويفتخر بها. عكس ما هو موجود بنايات بأزقة ضيّقة لا تتسع للمارة، لا تدخلها الشمس لتتآكل بالرطوبة.
جاءت الورشات المدرجة في مشروع «الجزائر البيضاء» الممتد إلى أبعد مدى لتصحيح خلل المعادلة وتغييرها رأسا على عقب. توقف عندها «الشعب المحلي» عارضا تجارب تخاض هنا وهناك في الجزائر والولايات الأخرى البعيدة والقريبة من أجل هدف واحد ووحيد: تهيئة المناخ وتحسين المحيط لمواطن شغوف يتطلع بحرقة وبأقصى درجة الصبر إلى مرافق ترفيهية حُرم منها لسبب أو آخر.
مواطن يرى أن الوقت قد حان من أجل التكفل به ووضعه في صدارة الاهتمام. بعد المرفق العمومي الرقمي وعصرنة الإدارة والتفتح عليه وإدماجه في المشاريع والبرامج، جاءت ورشات مكمّلة للمسعى بإقامة مرافق ترفيهية له تزيل عنه عناء التعب ومشقة يومياته.
شيّدت حدائق وأعيد تهيئة مساحات خضراء وغرس بساتين ضمن ثقافة بيئية سليمة شكلت الوجه الآخر للعمران الذي نحن في أشد الحاجة إليه وتطلع لكل المواطنين في مختلف أنحاء البلاد، مثلما كشفت عنه الاستطلاعات والحوارات والتصريحات في شهادات حية نقلناها بأمانة في الملف.