في عيده العالمي يحظى الكتاب باهتمام كبير يليق بمقامه، كخير جليس ومرفد حامل لقيمة علمية ومعرفية، لا تضاهيه أية قيمة أخرى مهما كان نوعها، والعالم منذ يومين احتفى وصنع من عملاقي الأدب العالميين ويليام شيكسبير والكاتب دي ميغل سيرفانتس، أيقونة فنية تحمل دلالاتها، إصدارات كل واحد منهما.
المناسبة كانت بمرور 400 سنة على وفاتهما، فهي أيضا وقفة للتذكير بجانب مهم اشتغل عليه الأدب العربي من خلال ترجمة الأعمال وإعادة صياغتها في الأجناس الأدبية الأخرى من الرواية والشعر والمسرح وغيرها.
لا أحد ينكر أن روائع شكسبير ترجمت إلى العربية، وكانت من بين أهم الأعمال الأدبية التي قرأناها روايات، أو شاهدناها عروضا مسرحية، سواء تعلق الأمر بـ»هاملت»، أو «عطيل»، أو «كليوباترا»، أو «حدائق الحب»، أو غيرها من الأعمال التي خلدت ابداع الكاتب وأدخلته العالمية من بابها الواسع.
الأمر نفسه مع الأسير الاسباني الذي كتب جزءا مهما من رائعته «دون كيشوت المانشا» هنا، وأبدع فيها بشكل رائع ومذهل، مما ساهم في انتشارها وأكسبها محطة مهمة في الآداب العالمية، إلى أن صارت نموذجا عالميا ترجمت هي الأخرى إلى أكثر من خمسين لغة عالمية، واقتبست منها الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، التي صار كاتبها أشهر من نار على علم.
اليوم العالمي للكتاب هو محطة مهمة في تاريخ الأدب العالمي والعربي منه أيضا، باعتبار أن المعاهد والجامعات الغربية تدرس الكثير من المواد والمقاييس حول الأعلام والكتاب العرب، وكثيرا ما قدمت هذه المعاهد والمؤسسات العديد منها كرسائل تخرج للطلبة، ثم الحرص على طبعها وجعلها مراجع أكاديمية.
اليوم العالمي ليس للكتاب فقط، فهو لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة التي ينبغي التأكيد عليهما ودعمهما ومساعدة أولئك الذين يغرقون في تفاهات تبعدهم عن الكتابة والإبداع، فقيمة الكاتب هي معرفية ومادية ليس إلا، ومراعاتها يعني إضافة مقروئية جديدة للمشهد ككل.