الحديث عن التكوين في كرة القدم الجزائرية يعود الى السطح، و بالرغم من أن التذكير بأهميته يظهر في كل مناسبة إلا أن نقاط عديدة من حين لأخر تثار من جديد .. المتمعن في تعداد الفئات الصغرى للمنتخبات الوطنية يكتشف ان أسماء عديدة خريجة مدرسة نادي بارادو الذي يعمل منذ سنوات بفضل خطة واضحة تحت عنوان: «التكوين « .
الاستراتيجية التي اعتمدها مسؤولو النادي، بدأت تعطي ثمارها بشكل فعاّل، حيث يسير فريق الأكابر لبارادو بأغلبية من اللاعبين تكوّنوا في المدرسة، الى جانب استفادة الفرق الوطنية من تكوينهم المحكم ..
العمل القاعدي بهذا النادي سمح لبعض لاعبيه على غرار بن سبعيني الى خوض تجربة بدأت ناجحة كمحترف في أحد الأندية الأوروبية.
هذه النظرة الايجابية قد تدفع بالعديد من الأندية التي تتوفر على الامكانيات الى التفكير جديا في العودة الى التكوين الذي يجنبها معاناة البحث في كل موسم أو ميركاتو عن اللاعبين لتدعيم صفوفها في صنف الاكابر من جهة وكذا تقديم الخيارات للمنتخبات الوطنية المختلفة التي تشارك في المنافسات الدولية.
التكوين يتطلب الاستثمار في المكونين ذوي الكفاءات العالية والرسكلة المستمرة لاعطاء اللاعب أساسيات كرة القدم التي تؤهله للتدرج في الفئات الى غاية الوصول الى صنف الاكابر.
الاحصائيات تظهر ان نسبة مشاركة لاعبي البطولة المحلية في المقابلات الدولية للفريق الوطني الأول ضئيلة و في تدني من خلال عدم وجود لاعبين مميّزين، لهم تكوين معتبر يؤهلهم للفوز بمكان أساسي مع « الخضر» .
الطريقة التي اعتمدها نادي بارادو مثالا للأندية الأخرى للمشاركة في استرتيجية التكوين .. وحتى «الفاف» التي وقفت على العجز المسجل على مستوى التكوين بالأندية، أعادت فكرة أكاديمية الفاف التي بامكانها المساهمة الفعالة» في تكوين لاعبي الفئات الصغرى .. كما أن القرار الأخير للمكتب الفيدرالي بضرورة وجود 7 لاعبين تكونوا في النادي ضمن تعداد الفريق الأول سيقدم الاضافة التي ستدفع رؤساء الاندية للنظر بتمعن في ملف التكوين على مستوى أنديتهم.