أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، عن سحب قوات مهمة «سنجاري»، نهاية السنة الجارية، لتنهي بذلك 3 سنوات من التواجد في إفريقيا الوسطى، في إطار حفظ السلام وإعادة الاستقرار الذي غاب عقب انقلاب وانقلاب مضاد.
لو وضعت الصحف العالمية، عنونا لنهاية المهمة، لفضلت ربما «القوات الفرنسية تغادر بفضيحة»، على باقي العناوين، رغم مساهمتها المشهودة في وقف الاقتتال وحرب الإبادة التي بلغها الصراع بين المسحيين والمسلمين.
لقد رافقت فرنسا وقوات حفظ السلام الأممية، الجمهورية الغنية بالمعادن الثمينة خلال فترة انتقالية، أقل ما يقال عنها، أنها كانت عسيرة للغاية، فقد أزهقت الأرواح ونكل بالجثث والأحياء في الشوارع، وأحرقت القرى ودمر الاقتصاد وانهارت مؤسسات الدولة كليا.
لكن رائحة الفضائح الأخلاقية التي تطارد قوات سنجاريس، وبعض عناصر القبعات الزرق، تزكم الأنوف، لدرجة دفعت الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون للتعبير عن شعور بالعار والخزي، لأن بعض المنحرفين حولوا مهمة نبيلة بحجم حفظ السلام إلى اعتداءات وحشية على الأطفال.
الهيئة الأممية كما العدالة العسكرية الفرنسية، فتحت تحقيقات معمقة وأثبت الجرم المرتكب، وعاقبت وتوعدت، والنتيجة تسجيل حالات أخرى جديد تكسر من حولها جدار الصمت وخرجت للعلن، ورغم ما قد يقال عن كونها حوادث عارضة أو معزولة، أن صفة البشاعة ستظلّ لصيقة بها، خاصة وأن الأمر يتعلق بأطفال ذاقوا ويلات الحرب والتشرد والحرمان والخوف والرعب، ليمارس عليهم اضطهاد من نوع آخر، من أناس قدموا لنجدتهم وحمايتهم.