أمام تكالب التنظيمات الإرهابية على العالم العربي، سواء داعش الإرهابي أو جماعة النصرة وقبلها فصيلة التوحيد والجهاد في المغرب العربي، كان الشأن نفسه بدأ تدريجيا مع أقدم هياكلها التنظيمية وكانت القاعدة أولى قاطرة لهذا الجنوح المسلح الإرهابي المرتبط في بعض الأحيان بخلايا الدعم والإسناد عبر ربوع العالم.
بدأ الإرهاب غريبا وازدادت فلسفته وبنيته غرابة عندما طال كل المعتقدات داحضا الجغرافيا، تاركا تاريخه الإجرامي مسرحا لشعوب لم تفرح كثيرا برغبتها في التواجد والخروج من عتمة الاستغلال والاستعمار اللذين فرضتهما دول الغرب، بحجج واهية تارة وفي الكثير من المرات بدعوى حماية حقوق الإنسان، لكن الغرض المتستر عليه، اقصم حدة من حدود خلق مستعمرات من الشعوب المتقاربة لزرع أفكار العولمة وبث استراتيجية شرطي العالم.
عرفت الجزائر فترة من أحلك المراحل سوداوية في تاريخها وأكبرها إجراما، بكل ما يعرفه هذا الأخير من مخاطر متعددة، فكان أن دمر البنى التحتية وهدم الاقتصاد الوطني وزرع القسوة والألم بين أبناء المجتمع، وأعاد التركيبة البشرية إلى أرذل العمر عن طريق أفكار التفرقة بين المرء وزوجه.
كانت دعوات الطيبين والخيرين من الحيارى والثكلى من النساء، سبيلا إلى تقوية بواسل وحماة الوطن فدفعوا أرواحهم في سبيل الوطن بمئات الآلاف إلى أن تخلص من شرذمة الدواعش التي كانت تتحرك بأوامر غربية وفتاوى جهادية ما أنزل الله بها من سلطان.
إلى هنا كان الغرب والعالم يشاهدان مسلسلا تراجيديا، ليس يشبه أفلام «الهيتشكوك» ولا «جمعة 13»، بل أكثر دموية لتكون الصناعة السينمائية في هوليوود محطة للاقتباس والإخراج وهو ما حصل طيلة عشرية من الموت المجاني وبكل أشكاله.
ما لم أستسغه ويظل إلى حد كتابة هذه الأسطر تساؤلا دون حيرة، لماذا يصل العالم الغربي وعلى رأسه أمريكا إلى رؤوس الإرهاب وحدهم دون غيرهم من مصالح الاستخبارات الأخرى والحكومات والدول التي هي من تصارع هؤلاء على الأرض؟ ولماذا تمنح لهم كل هذه المدة ثم يقضى عليهم في طرفة عين، وكأنها نهاية مهمة قذرة؟
عرفنا كيف استطاع البنتاغون الوصول إلى الإرهابي أسامة بن لادن في تلال باكستان والقضاء عليه وكان يجدر بها القبض عليه حيّا والإمساك به، بعد سنوات طويلة من المتابعة، وهي نفسها القوات التي وصلت إلى مساعده أيمن الظواهري وقضت عليه، وهي وحدها من تمكنت من القضاء على المكنى «أبو مصعب الزرقاوي» بالأمس وهاهي الآن تقضي على مصطفى القادولي المكنى بـ «حجي إمام» الرجل الثاني في تنظيم داعش الإرهابي، وهو المصير نفسه سيلقاه زعيم التنظيم البغدادي قريبا.
وما لم نعرفه، لماذا كل هذا الانتظار مادام الخطر واحد والإرهاب واحد دون طعم ولا لون ولا وطن؟؟؟؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.