الشعب وجيشه بالمرصاد لكل طارئ

سعيد بن عياد
28 مارس 2016

سقط ثلة من جنودنا بالجيش الوطني الشعبي، جراء وقوع طائرة كانت تقلهم في مهمة ضمن المهام المبرمجة لعمليات مراقبة التراب الوطني وحماية حرمته، من أي خطر محدق في ظل انفلات الأمن وانتشار السلاح الحربي في بلدان مجاورة، تحول بعضها إلى بؤرة للفوضى ومصدر تهديد تستغله قوى غامضة، تسعى لاستهداف بلادنا التي يستعصي لي ذراعها تحت أي ظرف من الظروف.
كان أولئك الرجال البواسل، وبعيدا عن الأضواء وبالتزام خالص جوهره الوفاء للجزائر، ينجزون مهمتهم المقدسة بالسهر على أمن وسلامة الجزائر وشعبها الذي تلقى الفاجعة بصبر وإيمان بقضاء الله وقدره، مثمنا قيمة تلك التضحية التي تعكس مدى الشجاعة لدى أبنائنا وإخواننا في الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، فلا تثنيهم مخاطرة ولا تهتز أقدامهم في مواجهة التحديات. لقد اثبتوا بشكل جلي اخلاصهم للعهد ووفاءهم للشهداء الذين سطروا للأجيال معالم المستقبل باسترجاعهم السيادة الوطنية من مخالب الاستدمار.
إنهم يضافون إلى قوافل الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا تبديلا، منذ أن نهض الشعب الجزائري ليصحح مسار التاريخ وتستعيد الجزائر مركزها في المنطقة، تحرسها قواتنا المسلحة التي يسهر أفرادها على درء أي خطر محتمل من خلال الانتشار والتواجد في المناطق الوعرة في تحد لا ينجزه سوى أصحاب الهامة العالية من الذين امتلأت نفوسهم بفضائل العزة والكرامة.
 إنهم بحق خير خلف لخير سلف، يتخندقون على قلب رجل واحد في جبهة الوطنية الحقيقية لتبقى الراية الوطنية خفاقة لا تنحني مهما كانت العاصفة، بل تزداد تألقا بقوة أبناء الجيش الوطني الشعبي المرابطين على الحدود وينجزون المهمة المقدسة بثقة، مقبلين غير مدبرين مهما كانت درجة الخطر، فتزداد مكانتهم لدى شعبهم ومعها تقوى شوكتهم على كل من سولت له نفسه التفكير في الحاق أدنى أذى ببلادنا فردا كان أو عصابة أو أي طرف أخر.
 إن رجالا أشداء من طينة هؤلاء الذين يحيطون الوطن كله بالأمن والطمأنينة، ينبغي حفظ إخلاصهم في كل الضمائر الحية، وذلك بالتزام المجتمع، بكل تنوعه واختلاف الرأي فيه، بحمل رسالة الوفاء لقيم أول نوفمبر وأولها نكران الذات وتغليب المصلحة العليا للوطن وادراك التحديات وتداعياتها، مما يفرض على كل واحد وقفة مع الذات وتقديم القليل من تضحيات شبابنا بالتزام الحذر والتعاضد في حماية البلاد، التي تزعج عودتها إلى تبوإ موقعها الطبيعي أكثر من جهة إقليميا ودوليا، وبذلك توجه رسالة واضحة الى المتربصين والمتآمرين بأن للجزائر شعب ومع جيشه الباسل بالمرصاد لكل طارئ مهما كان مصدره، ومن ثمة التحذير من أي مغامرة. رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024