الجزائر حذّرت من عولمة الإرهاب

حكيم بوغرارة
23 مارس 2016

تتوالى الاعتداءات الإرهابية على القارة العجوز في مشهد دراماتيكي، تعددت التحاليل بشأنها وأنا أتابع ما حدث في بروكسل، تذكرت أيام العشرية السوداء في الجزائر وكيف   تعاملت مختلف الدول معنا، واسترجعت ذلك الزمان عندما كان الجميع يستهزئ بحياة الجزائريين ويعلق على المأساة الوطنية بتعاليق لو علقنا بها نحن، اليوم، لحسبت لنا دعاية وإشادة بالأعمال الإرهابية.
 لسنا بصدد الشماتة ضد أحد ولكن حركتني الصورة  للتذكير بما كانت تحذر الجزائر منه وهو رعاية الجماعات الإرهابية ومنحها كل الدعم المالي واللوجيستي وتحضيرها لتجسيد مخططات بعيدة المدى من تسطير إسرائيل والدول الغربية، وللأسف لم تؤخذ تلك التحذيرات بجدية حتى انقلب السحر على الساحر وخرجت تلك الجماعات عن السيطرة وباتت تضرب بأثر عكسي.
من الجزائر إلى أفغانستان والعراق ووصولا إلى بلدان ضحايا- مايعرف- بالربيع العربي تم تحضير تلك الجماعات الإرهابية لزرع الفوضى وتمهيد الطريق لتجسيد السياسات الأمريكية والإسرائيلية والغربية، ولم تتوقف الأهداف التدميرية عن العالم العربي والإسلامي، بل امتدت نحو أوروبا التي يظهر أن مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية،والقضية الصحراوية ورغبتها في تقليص السيطرة والنفوذ الأمريكي الروسي قد جعلها تدخل في خانة القارات المستهدفة، وهي لا تشعر، فاستهداف القارة الأوروبية ليس وليد البارحة فكل الحروب العالمية احتضنتها هي ولن يجد الشرق والغرب أحسن من القارة العجوز لتصفية الحسابات الايديولوجية والعرقية والدينية، حيث تم العمل على تحريض أكبر قدر من المهاجرين على دخول أوروبا وبعدها الشروع في تنفيذ الهجمات الإرهابية لتحميل المهاجرين المسؤولية ومنه زيادة الضغط عليهم للانخراط في الجماعات المتطرفة كانتقام من الوضع العالمي.
  تشابكت العلاقات الدولية واختلط الحابل بالنابل، والجزائر في كل مرة تقدم حلولا بعيدة المدى يظهر ان الغرب مقتنع بها، لكن تجار السلاح ومصّاصي الدماء يفرضون منطقهم ويدفعون بالأوضاع نحو التعفن من أجل تسويق أسلحتهم وأنظمتهم الأمنية. ومنه اختيار الحلول الآنية وتجنيد الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتعفين الأوضاع وتصعيدها.
وأشارت الجزائر في الكثير من المرات وقبل تدخل «الناتو» في ليبيا من عواقب عملية عسكرية قد تمتد آثارها إلى دول الساحل الإفريقي وأوروبا وحتى الدول العربية والإسلامية وهو مايحدث حاليا فتجارة السلاح والمتفجرات وحتى الأسلحة الكيماوية باتت في متناول الجماعات الدموية وقد تكون أوروبا أولى ضحايا استعمالها إذا ما استمر توجيه العلاقات الدولية من قبل الروس والأمريكان المطالبين بضبط النفس وتجنب خوض حروب بالوكالة التي قد تأتي على الأخضر واليابس.
 عليه، فعولمة الإرهاب الذي تم التسطير له بعد سقوط المعسكر الشرقي لإخضاع العالم بالترهيب والإرهاب وتطويع الدول والشعوب بإثارة النعرات والمشاكل الاثنية واستغلال اختلاف المذاهب الدينية للدخول على الخط ودعم أطراف على حساب أخرى مع التركيز الإعلامي على تلك الخصوصيات حيث تم التركيز على “كوباني- عين العرب” و«كردستان” والطائفة “الأزيدية” لإذكاء نار الفتنة مع تجاهل المسلمين السنة لزيادة حقدهم ودفعهم لأن يكونوا أكثر دموية مع الحديث عن مواجهات بين ما يسمى “داعش” و«حزب الله” في مختلف مناطق الصراع كاليمن وسوريا لدفع المزيد من الشباب العربي والإسلامي لالتحاق بالحرب المقدسة ومنه إفراغ العالمين العربي والإسلامي من شبابه.
ومع ما حدث في بروكسل وقبلها باريس يكون الكون قد دخل في حرب عالمية ثالثة غير معلنة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024