أضغاث أحلام...

فنيدس بن بلة
21 مارس 2016

ظل على اتصال مباشر مع أحمد بوخاري ممثل «البوليساريو» في الأمم المتحدة، يتابع عن كثب تحضيرات اجتماع مجلس الأمن للنظر في أي قرارات ستُتّخذ ضد الاحتلال المغربي الذي تمادى في تجاهل لوائح الشرعية الدولية وتنكّر حتى لالتزامات أمضاها أثناء وقف إطلاق النار بداية تسعينيات القرن الماضي، معترفا لأول مرة بأن النزاع هو مع الطرف الصحراوي، مقرّا بقبول مبدإ تنظيم استفتاء يحدد بموجبه الشعب الصحراوي الاستقلال أو الانضمام إلى المملكة، تماما مثلما عرفته دول كثيرة وحالات لحركات تحرر في مشارق الأرض ومغاربها.
ظل وزير الخارجية الصحراوي في مكالمات للوقوف عما يجري في الجهة الغربية الأخرى بنيويورك من تراتيب اجتماع لم يكن ككل الاجتماعات السابقة، لأنه بصراحة يخص تطاول المغرب هذه المرة واستفزازه ضد خيارات اعتمدها مجلس الأمن، الذي قرر إنشاء «المينورسو» لتولّي مهام تنظيم استفتاء في آخر إقليم واقع في خانة تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية.
تناول وزير الخارجية محمد السالم ولد السالك هذا الملف باهتمام بالغ قبل تنشيطه ندوة نقاش بمنتدى «الشعب» حول المسألة، في دردشة مع الرئيسة المديرة العامة للجريدة السيدة أمينة دباش، متوقفا عند أدق التفاصيل، معطيا نظرة استشرافية عن مناورة الملك محمد السادس الذي وصل به الأمر في استفزازاته إلى حدّ التنكر لالتزامات أمضاها والده بقبول تنظيم الاستفتاء، معترفا بخسارة الحرب غير النظيفة التي أعلنها جريا وراء السراب وأضغاث أحلام...
وذكر ولد السالك أن العاهل المغربي، الذي خاض حربا بالوكالة وزجّ به في أطماع إقليمية، أخطأ التقدير هذه المرة وصوّب سهمه عكس الهدف، إلى درجة وجدت الدول المساندة له هذه المرة نفسها في موقف حرج، إذ لا يمكنها أن تكون في مواجهة الهيئة التنفيذية الأممية التي تعدّ المسئولة الأولى والأبدية على تسوية النزاع بالصحراء الغربية. وهو نزاع بين المملكة المغربية و«البوليساريو»، التي تعترف غالبية الدول بها. وتقرّ كل اللوائح الأممية، منذ ستينيات القرن الماضي إلى الآن، بأحقية تقرير مصير الشعب الصحراوي.
من لائحة محكمة العدل إلى المحكمة الأوروبية، مرورا بمئات القرارات الأممية، هناك إجماع على أن الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار. وأن هذه القضية، التي أبدى البلد المحتل اعترافا بها بقبول مبدإ تنظيم الاستفتاء هو وحده الذي تنكّر للحقيقة، مفضلا السير عكس التيار وحركة التاريخ. وقراره الأخير حول طرد المكوّن المدني والسياسي والإداري المسؤول عن تنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية، هو مغامرة محفوفة المخاطر ولعب بالنار. إنه إعلان حرب على الأمم المتحدة أولا والعودة بالمنطقة إلى أولى البدايات وما تحمله من توتر وأخطار ومواجهات مفتوحة على كل الرهانات.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024