عندما ينتحر الأدباء

نور الدين لعراجي
20 مارس 2016

ليس سهلا أن ينهي كاتب أو إعلامي حياته هكذا من محض الصدفة أو عبر لحظة غضب عابر.. ليس سهوًا في الحياة مهما كانت صعابها ومشاقها أن ينهي المرء مسيرته بيديه وللأزل. ما بالك بالشعراء والكتاب والمفكرين والأدباء.
صالح زايد، إختار طريقا للموت لا يشبه الطرق ولا الدروب الأخرى التي تعكر صفو سريرته، فكان الغموض والأسرار والحكايات العديدة صورا متفرقة من موت رجل انتهى وانتهت به الدروب إلى نقطة العدم.
هي صورة من مشاهد الأدب والفن، يصنعها رفاق البوح والخشبة والفن، لتكون لهم دربًا أزليًا في حياتهم يغنيهم عن عتبات الواقع، وخفقات الحياة، فتجدهم يهيمون كما تهوم الرؤى في ذاكرة الأطفال.
لا هي بالحلم ولا هي باليقظة.. طلاسم تتبعها أخرى، توقف نبض المرء دون إشعار مسبق وكأن القلوب غيرت أقفالها.
المشهد الأدبي الجزائري عرف الكثير من حالات الانتحار فجسر تيلملي بالعاصمة  مازال يذكر الشاعرة صفية كتو، وجسر سيدي مسيد بقسنطينة مازال يحمل آخر صيحات الشاعر فاروق أسميرة، والسكة الحديدية هي الأخرى سرعان ما تصطدم بآخر كلام قاله الشاعر عبد الله بوخالفة، ثم رحل وغيرهم كثير وكثر.
أن نناقش الأسباب، ونقف على خلفياتها، ذلك أهون من أن نطرح تساؤلات الفلسفة، لو كان؟؟ لما؟ لأنها تغرقنا في جدال لا مناص منه.
أما أننا نحاول التطرق إلى أدبيات الرجل وشاعريته، وكيفية طرحه ونظرته للأشياء وذلك أمر جدير بالرعاية.
صالح زيد، بحسب مقربيه، كان ذو حنكة وقدرة فائقة في تحليل المسائل الفكرية، غارق في أمهات الكتب، له ميولات فكرية أدبية، قلّما وجدت لدى أبناء جيله فهذه الغزارة الرهيبة في رؤيته للأشياء واصطدامه مع واقع غير متكافئ، كان سببا وجيها في أن يغير مساره عن اتجاهات أخرى، كان يراها السبيل الوحيد له.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024