بالرغم من أنه فصل المحبة والود والأشواق، وشقائق النعمان وغيرها من أمهات الورود وأزهارها، إلاّ أنه مع الألفية الثانية حاول البعض أن ينسب إليه كل التعاسة، والظلم والموت المجاني بكل أشكاله وصوره، وهو ما عرفته رياح ربيع بعض الدول العربية، حيث لم تكن الريح اللواقح كما نص القرآن، وإنما كانت ريح صرصر عاتية، أفنت الشعوب، وأدخلتها في دوامة لا أول ولا آخر لها.
الجزائر وهي تؤسس لريبع ثقافي تحاول أن تمنح للفصل بهاءّه ورونقه الذي أهدته لنا طبيعة الكون.
المشهد الثقافي في الجزائر سيكون له موعد مع ربيع الشعر والأدب والرواية والمسرح والسينما، واللوحة، ستكون هذه الفسيفساء لتصنع مشهدا ربيعيا بامتياز عكس ما يروّج له دعاة الفتنة والمرتزقة، الموعد سيكون بهيا طيبا، بهاء الوطن وجماله، التأسيس للفرح لا يتطلب الكثير، لأن الفرح سمة، وشعيرة فطرية تولد من رحم الإنسان المتشبع بالحياة والأحلام والأماني الجميلة.
وها هي شموع الجزائر تؤسس في موعد الربيع هذا، لتضئ فانوس الكتابة والإبداع، ويكون شعار الوطن ومثقفيه وكتابه.
وسيكون ردا على الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة محاولين طمس الفرحة والبهجة، فأحفاد محمد العيد آل خليفة والطاهر وطار والركيبي، وسعد الله، ومولود فرعون وكاتب ياسين ومالك حداد ومولود قاسم وحسين فيلالي، بلقاسم بن عبد الله و وعمار بلحسن، سيفرحون كثيرا، فإلى أرواح هؤلاء الذين صنعوا مجد الجزائر وعزّها الثقافي ها هو مشهدنا الثقافي قائم بمبدعيه وأقلامه وفوانيسه، وسيعود لنا الربيع في العام القادم، فهل يضمن الذين فتحوا رشاشاتهم على أزهار هذا الربيع، بقاءهم إلى العام القادم ؟!