كثيرة هي الأطروحات والرسائل الجامعية التي تهتم بالمشهد الثقافي والأدبي منه، بقيت حبيسة الأدراج والرفوف بعد تقارير اللجان العلمية على الأمر بطبعها وإصدارها في كتب، تكون ملك المكتبات وعامة الناس، يستفيد منها القارئ، نظرا لقيمتها الفكرية والمعرفية والنقدية.إلا أن هذه التوصيات لا يصل صداها إلى الطباعة ولا إلى النشر أمام ما تكتظ به هذه الأخيرة بأمهات المذكرات، سواء في شهادات الليسانس أو الماجستير أو الدكتوراه.
ففي عملية حسابية على سبيل الذكر لا على الحصر تتواجد بالجزائر حوالي 48 جامعة أو مراكز جامعية في كل واحدة منها معهد للآداب واللغة العربية.
وتشهد الجامعة مع نهاية كل موسم دراسي تسجيل الألاف المذكرات لنهاية التخرج، يبذل أصحابها جهدا كبيرا معرفيا وفكريا يتواصل إلى عدة سنوات من البحث والمراجعة والمجهود، إلى غاية أن يثمر بمخطوط فيه من القيمة المعرفية ما يكفي ليكون مرجعا مهمّا في الدراسات الأكاديمية المختلفة، ضف إلى ذلك فإن ترجمته يمكنها أن تكون سفيرا لموروثنا المعرفي الذي أرخت له النخبة الوطنية خارج الحدود الجغرافية ما يجعله جديرا بإثراء المشهد العلمي والمعرفي.
نحن اليوم أمام حالة من الإبداع والمعرفة يجب أن تراعى فيها كل معايير الرعاية والنشر حتى نساهم في نشر وطبع هذه الأعمال والرسائل الجامعية، وتنويع المشهد المكتبي بأمهات الدراسات والبحوث، التي تعذر على أصحابها طبعها، رغم قيمتها الفنية والعلمية.
اليوم ونحن على مشارف القرن الواحد والعشرين وما تعرفه الجامعة من تطور معرفي وعلمي، علينا طرح الأسئلة الجوهرية ذات البعد الفكري، حتى نتمكن من إضافة لبنة جديدة إلى مشروعنا الحضاري المتعدد الرؤى والمشارب.
وبهذه الخطوة نثمن المجهود الفكري والإبداعي لكل الطاقات الجامعية ونجعلها حلقة مساهمة في المشهد الثقافي والأدبي منه.
moc.liamg@3102ruon.baahce