موقف المغرب من زيارة الأمين العام الأممي بان كي مون للأراضي الصحراوية، تعكس إفلاس المخزن وتخبطه أمام الضربات الموجعة التي يتلقاها يوميا، في الملف الصحراوي وهو ما يؤكد قرب نهاية الاحتلال بآخر إقليم لتصفية الاستعمار بإفريقيا.
اتهم المغرب بان كي مون بعدم الحياد في القضية الصحراوية، مؤكدا أن نطقه كلمة «احتلال» ضد المغرب جريمة لا تغتفر، وهو في حقيقة الأمر لم يتحدث إلا عن الواقع وعن ما اطلع عليه في مخيمات اللاجئين.
ويظهر أن بان كي مون، لم يتكلم من عدم بل من تراكمات تاريخية وسياسية مرت على حياة الرجل، فاطلاعه على جدار العار الذي بناه المغرب ليعزل الصحراويين عن بعضهم البعض فكره بما حدث في بلاده كوريا بين 1950 و1953 عندما لم يتفاهم الأمريكان والسوفيات، حول شبه الجزيرة الكورية وتم استعمال مجلس الأمن لأخذ قرار إرسال القبعات الزرق، وعندها استغلت الولايات المتحدة الفرصة وشكلت القوة الأممية من جيشها لبسط النفوذ هناك وعندما علم السوفيات أرسلوا قوة من الشمال، واندلعت حرب ضروس قضت على الأخضر واليابس وذهب ضحيتها مئات الآلاف من البشر دون ذنب وانتهت الأزمة بتقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى شمالية وجنوبية، وهي من أكبر الشواهد على الحرب الباردة التي قسمت العالم. ومازالت الكثير من العائلات الكورية مقسمة بسبب الخلاف الذي وقع بين واشنطن وموسكو آنذاك.
وعليه فالأمين العام الأممي بان كي مون، الشخص الأقرب للصحراويين من حيث فهمه بالقضية وإحساسه بالمعاناة ومنه سيكون ضميره، هو أكبر حكم سيلجأ إليه عند كتابة تقريره حول القضية الصحراوية ويرسله لمجلس الأمن شهر افريل المقبل.
إن من يعرف شخصية الإنسان الأسيوي يدرك استعداد تلك الأجناس للموت، من اجل الدفاع عن الحقيقة والمبادئ وعلى الرباط العودة لصور مقاومة الجنس الأصفر في الحرب العالمية الثانية، حتى يعرف لماذا أقدم بان كي مون على قول الحقيقة تجاه الصحراويين مطالبا العالم بوضع حد لهذه المأساة الإنسانية.
إن عهد شراء ذمم بعض أسرى شهواتهم من المغرب، لا ينطبق على بان كي مون والأشهر القادمة ستفضح أساليب المخزن في منح الفيلات على شواطئ الأطلسي، والأوسمة والدكتوراه الفخرية دون الحديث عن أمور غير أخلاقية لا يليق المقام بذكرها خاصة مع دول عربية تستغل القضية الصحراوية، لتشبع نزواتها في المغرب دون خجل ولا حياء ولا احترام لا لشعوبها ولا مرجعياتها مستغلة التراشق الإعلامي، حول القضية للدخول على الخط.
إن الجزائر ومواقفها نابعة من المبادئ والسيادة لا تخاف في الله «لومة لائم»، وعلى كل لدول التي تحاول أن تفرض منطقها على الجزائر عليها أن تتحرر أولا من تبعيتها وانبطاحها للغرب قبل أن تلقننا درسا في الحكم على البشر، وتصنيف الأحزاب في الدول العربية.
أن التاريخ لا يرحم ويبقى يحتفظ بمن هو على الصراط السوي من غيره، والوقت أثبت أن كل أنواع الاحتلال قد زال مهما طال أمده، وعندها لن ينفع الندم سيعرف الجميع الخونة من أصحاب الحق.