ها أنا مرة أخرى أنحني أمام تاء التأنيث، ونون النسوة، أضع قوسا بحجم كل هذه المسافات التي تمنحني عمرا جديدا.. في حضرتك..
أخاف ألا أوفّيك حقك المشروع في أبجديات الحروف، ومملكة المعاني.. أتردد بين الفنية والأخرى.. لأعود إلى تحريك قوس الأمس، حتى لا أحجب عنك شمس الفرح
أنت التي فصلت للسماء ثوبها الأزرق… وأعدت للأفق حياءه… فدعيني أشتمّ من غدير صمتك.. وثرثرة أحلامك الكثيرة والمستحيلة.
بالأمس إتفق العالم الرجالي بهيئته وممثلياته ماظهر منها وما استتر، على أن يكون لك يوم مشهود في الذاكرة… وفي التاريخ.. وتمنح لك ساعات الظهيرة، كي تحتفلي أكثر وأكثر.. وكما عهدتني دوما بقراراتي الذكورية أحتج على أفراح تشبه أعراس، الملح والكرز.
قررت أن يكون العمر كله لك عيدا استثناء لا تنافسك فيه الأيادي الخشنة، فهل يكفي هذا، أم أن لغة الورد والشعر لم تعد تجد نفعا.
في مقامك الزكي هناك حيث الاعتراف سيّد الأدلة دعيني أضع قبلة الوجع الأخيرة على جبين أمي في مقامها الزكي هناك… حيث الموتة الصغرى… أين ترقد روحها في عليين، وما أدراك ما عليين.
إليها سيدة دون نساء العالم… أقبّل تربة قدميها كل حين مرة.
من مقامك الزكي هنا… يا امرأة تبحث عن فتات الرغيف بين الأنامل المستوحاة والشفاه العابرة….
كوني عظيمة كما كانت فحلات وحرائر الوطن… يذدن عن الحمى ويرفعن عزيمتهن كلما اشتد الرهب، كوني كما أريد لك أن تكوني صاحبة الفرح وسيدة الجلالة وأخت الرجل في السر وفي العلن… كوني كما أريدك فجرا يشع بالأمل.