البوليساريو .. عنوان المقاومة والتحدّي

فضيلة دفوس
08 مارس 2016

جبهة البوليساريو هو اختصار لعبارة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذّهب.
تأسست بعد انعقاد مؤتمرها التأسيسي في ٢٠ ما ي١٩٧٣، وحدّدت هدفها في إقامة دولة مستقلة في إقليم الصّحراء.
أطلقت البوليساريو نشاطها العسكري ضدّ الاحتلال الاسباني بهجوم شنّه مقاتلوها بموقع الخنكة، وعزّزت عملياتها العسكرية بعد أن تدعّمت بمقاتلين تلقّوا تدريبات جيّدة.
في أكتوبر ١٩٧٥، شرعت إسبانيا في إجراء مفاوضات مع قادة البوليساريو لتتنازل لها عن السّلطة، وضمّت المفاوضات وزير خارجية الاحتلال الاسباني، بيدرو كورتينا إي موري والوالي مصطفى السيد، رئيس الجبهة آنذاك.
وبعد انسحاب اسبانيا، وجّهت البوليساريو سلاحها ضدّ المحتل الجديد (المغرب) وشريكه موريتانيا.
وقد ساهمت انتصارات المقاومة الصّحراوية في السّبعينات بإضعاف الاحتلال الموريتاني ويتمرّد الجيش على السلطة في نواقشوط وإسقاط نظام ولد دادا، لتصرف موريتانيا النظر عن احتلال وادي الذهب في أوت ١٩٧٩.
وبالموازاة مع المقاومة والكفاح المسلّح، استطاعت البوليساريو أن تلعب دورا هاما على الصعيد الدبلوماسي العالمي، ما جعل منظمة الوحدة الافريقية تعترف بالجمهورية الصحراوية، قد انظمّت هذه الأخيرة للمنظّمة القارية في ١٢ نوفمبر ١٩٨٢، ما جعل المغرب يحتجّ وينسحب منها.
كما استطاع النشاط الدبلوماسي للبوليساريو التي أصبح الرئيس محمد عبد العزيز في أوت ١٩٧٦ أمينها العام، أن يقود العملية السياسية بنجاح وأرغم الاحتلال على الجلوس إلى طاولة مفاوضات أفضت إلى وقف إطلاق النار في سبتمبر ١٩٩١.
ومازالت البوليساريو تمثّل الشعب الصّحراوي وتدير قضيته العادلة بحكمة ومسؤولية رافضة كل الضغوط أو الإغراءات، متمسّكة بخيار واحد ووحيد، هو حق تقرير المصير من خلال استفتاء حرّ ونزيه.
هذا، ومن المكاسب الكثيرة التي حقّقتها البوليساريو في طريق نضالها الوعر، هي العضوية بالاتحاد الافريقي، ورزمة القرارات الدولية المساندة للحقّ الصّحراوي في تقرير مصيره، وتوسّط الأمم المتحدة بين طرفي النزاع وتمسّكها بالحلّ الذي يمرّ عبر مفاوضات ثنائية.
إضافة إلى ذلك، حقّقت الجمهورية الصحراوية انتصارات هامة تجلّت في الأعداد المتزايدة للدول والمنظمات المعترفة بها.
ومعلوم أن البوليساريو ورغم تمسّكها بخيار السّلام، فإنها هدّدت أكثر من مرّة باستئناف القتال لاستعادة الحق المسلوب ووقف الغطرسة المغربية التي وجدت في تواطؤ بعض الدول أكبر حماية لعرقلة الشرعية الدولية.                                      

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024