شيخ برتبة دجال

نورالدين لعراجي
05 مارس 2016

منذ القرار الذي اتخذته الجزائر مؤخرا ورفضها التحدث باسم اللبنانيين وفي مكانهم بخصوص قرار مجلس الداخلية العرب، على  اعتبار حزب الله اللبناني «منظمة إرهابية»، بدأت بعض القنوات وأشباه المشايخ في شن حملة قذف وتشويه ضد الجزائر، جراء موقفها القاضي بعدم التدخل في شؤون البلدان، وقد تجرأ أحد هؤلاء الأشباه إلى حد وصفه الجزائر بالبلد الخائن حكومة وشعبا، ليس إلا أننا سجلنا موقفا حياديا، منطلقه عقيدة الخيارات الشعبية للدول، وما تمليه علاقات حسن الجوار والتعاون، إزاء مواقف لا يحسب لها الآن، إلى أن تنقلب على أصحابها كعصف مأكول.
في الحقيقة لم أكن أعرف اسم القناة العربية هاته، ولا شاهدت برامجها بالمرة، وهي تبث من بلد كان الأجدر بها أن تحترم قداسته، ففيها أسس «كنتم خير أمة»، ولا كنت من متتبعيها ولكنني بالصدفة وأنا أتصفح جداري، وإذا بي أصدم بأشبه ما يكون بداعية، فتان نمام، أقرب منه بشيخ خير وصلاح، صاب جام غضبه على وطن المليون ونصف المليون شهيد جزافا.
الدعوة الشرسة التي تقوم بها أبواق الفتنة العشواء، من خلال استقبالها لهؤلاء الدجلة، يوزعون فيها صكوك الغفران على أهوائهم، مثلها كمثل الذي يصب الزيت على النار، ويقول لها لا تشتعلي.
وقد كان على مقدم الحصة وهو يستقبل ضيفه الدجال، أن يلطف الجو ويرفع اللبس والخطأ الذي وقع فيه ضيفه، لكنه ازداد هو الأخر تشدقا وراح يسأل شيخه المبجل بسؤال قبيح وهو: لماذا لا تحدث ثورة في الجزائر؟
هنا كان بي أن أبحث عن وسيلة يمكنني الرد بها على دعاة الفتنة، وعلى الحصة التي نصبت نفسها ناطقا رسميا لشعب الجزائر الذي كابد ويلات الفتنة، جراء فتاوى ودعوات الجهاد التي استثمرها أشباه هؤلاء المتشدقين، متناسين أن الجزائر ولجت أعظم ثورة في تاريخ الأمم، وخرجت منتصرة بفضل تضحيات أبنائها، كما كان لها مع التضحيات مواقع أخرى في تسعينيات القرن الماضي، وخرجت منتصرة بفضل السلم والمصالحة، وهاهي تستثمر جهودها في بناء صرح متين قائم بذاته لا بميول إملاءاته.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024