لم يعد لحديث الشوق لذته التي اعتدنا عليها في مراسيمنا العتيقة، منذ أن مرّ عمر انتظارنا كلمح البصر .. لم تعد تغري آيات البوح حين تحن لقاءاتنا سويا .. و لو كما كنا على قارعة طريق ذاك المساء.
يتملكني الخوف وأحيانا يمر عبر مخيلتي الخجل .. مستأنسا وتارة مستفسرا..كيف عاد العشاق من ضيعة الكلمات خائبين مستسلمين لليأس .. يتجرعون نخب الهزيمة، غير مبالين..مبدلين، كأن على رؤوسهم طيور البجع، وهي تشق رحلة البحث عن طائرها الغارق في ثملة الروح، وفي ما ترك خلفهم غربان الهجيع .
اليوم سأكتب لك مثلما تجر الثكلى خيباتها من الخلفة .. تسارع إلى سجدة السهو علّها تسترجع حلما لم يعد هاهنا ترتله آيات الصبح و ثلثي الليل الأخير ... أحاول الكتابة إليك علني أجد نفسي المتعبة المثقلة بالحدود وحالات الخطر الداهم .. الحذر هاجسي كلما دقت أجراس تينهينان والاسكرام سيمفونية الاحتضار والاستنفار.
لم يعد للوجع معنى وجغرافية التاريخ منذ البداية كانت تسمى وجع “ طام “ و«جانت “ وغيرها من حبات الرمل التي تعوي حبلها، أين الأحبة ؟ أين الرفاق ؟
وأنا أفكر فيك ..لأنك شمسي التي تشرق غدا، انتظرتك ولم تأت، انتظرتك منذ أن عاد الجند من غزوة الأمس رافعين رؤوس التاريخ مسربلين بقطرات دم الشهداء، كم كانت أمنيتي كبيرة وأنت قطرة تزفها الجبال من على هودج الفرح والفرحة وانتهاء الحرب.
شموع حبيبتي تكبر الواحدة تلوى الأخرى، لذلك سأشعل لك شمعة بحجم الحب والغياب.. شمعة تدفئك في حضرة الوحشة ..أنا هنا أيضا خلف القباب أنتظر عبور الأحبة في سفر الذود عن الحمى، أمنحهم بقايا عطري..عله يصلك قبل حضوري.