دخلت وزارة الدفاع الفرنسية في الأيام القليلة الماضية، حالات طوارئ قصوى، بعدما سربته جريدة لوموند، من معلومات عن حرب « سرية « تخوضها فرنسا في ليبيا ضد عناصر التنظيم الإرهابي المسمى داعش.
وشرعت هيئة الوزير جون إيف لودريان، في التحري والتحقيق عما إذا كانت المعلومات المسربة، ترتقي إلى « سر من أسرار الدفاع» لمباشرة الإجراءات القضائية ضد الصحيفة، لكنها لم تنفي صراحة التواجد لخفي لقواتها الخاصمة وعملاء الاستخبارات الخارجية على الأرض الليبية.
كبريات الصحف البريطانية، تحدثت أيضا، وقبل أشهر عديد عن تواجد أفواج من القوات الملكية الخاصة، في ليبيا في إطار مهام قتالية سرية، وحاولت بعض الأوساط السياسية إعطائها صفة «التواجد في إطار الاستشارة الأمنية» للقوات الأمنية الليبية.
الاهتمام الإعلامي الغربي الكبير، بحرب وشيكة في هذه الدولة، يمكن وضعه ضمن خانتين، الأولى هي تحضير الرأي العام الداخلي لكل دولة من هذه الدول، إلى تدخل عسكري في منطقة ما من العالم، والثانية جس نبض الأطراف السياسية الليبية وممارسة أكبر ضغط ممكن عليها من أجل المصادقة على حكومة الوفاق وضمان الغطاء السياسي لأي عمل عسكري محتمل.
من غير المعقول، أن يفوق تحمس الغرب إلى تدخل عسكري، حماس الفرقاء الليبيين إلى التوصل إلى حل سياسي سريع الأزمة، فإذا كانت أوروبا ترى في التنظيم الإرهابي المعروف باسم داعش تهديدا مباشرا وخطيرا على أمنها القوي والحيوي، ماذا يقول الشعب الليبي الذي يستيقظ وينام على أبشع الجرائم والمجازر؟.