يعكس تمسك الشعب وقيادة الصحراء الغربية بالخيار الدبلوماسي لإيجاد حل وفقا للشرعية الدولية وما تنص عليه الأمم المتحدة مستوى الوعي الحضاري الذي اكتسبته القضية، فالدبلوماسية خيار مثالي يؤكد رغبة الصحراويين في العيش بسلام وأمان وتفادي إراقة الدماء من خلال الدخول في كفاح مسلح مع المغاربة.
وازداد التمسك بخيار الدبلوماسية بعد إظهار الاحتلال المغربي نوايا خبيثة تتمثل في رغبته في التخلص من المغاربة من خلال تجنيدهم والزج بهم في ساحات القتال للموت حتى يعيش نظام المخزن بعيدا عن الضغوطات الاجتماعية الناجمة عن تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
وعليه فالشعب الصحراوي الذي عانى مختلف الويلات لا يرغب أن يدخل في صراع مع الشعب المغربي الذي يعتبر شقيقه بحكم اللغة والدين ويبقى المشكل في المخزن وحاشيته الذي عمل منذ استقلال المغرب على امتلاك جميع الصلاحيات للعائلة المالكة على حساب الشعب المغربي الذي بقي رهينة في يد مجموعة من الانتهازيين تستغل كل شيء لتشكيل ثروات.
وأكدت الطبقة المثقفة الصحراوية الغربية على نبل قضيتها ورغبتها في تحمل مسؤولية خيار الدبلوماسية وتتبع خطوات الأمم المتحدة إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود.
و المتمعن في هذا الموقف النبيل يتأكد من مستوى الوعي والحس الكبيو اللذين اكتسبهما الشعب الصحراوي طيلة سنوات النضال مع تكييف طلباته وفقا للتحولات الدولية دون أن يمس بعمق القضية التي ستبقى في الأخير مسألة تصفية استعمار.
وحتى إن كانت بعض القضايا قد نالت حقها بلغة الكفاح المسلح فنيل الحقوق بالطرق الدبلوماسية سيكون أمرا بالغ الأهمية يعكس الأسلوب الحضاري المتبع.