هدوء حذر في جنوب السودان

حمزة محصول
15 فيفري 2016

بعد عامين من الحرب الأهلية الطاحنة، لاحت بوادر انفراج في سماء دولة جنوب السودان التي نشأت سنة 2011. فقد خضع الرئيس سيلفاكير، لاتفاق السلام الموقع شهر أوت من العام الماضي، وأعاد غريمه رياك مشار إلى منصبه السابق.
هذه الدولة الحديثة، وجدت نفسها في حرب عرقية بشعة، قتل فيها الأطفال وأحرقوا أحياء واغتصبت النساء ونكل بالجثث في الطرق والشوارع، بشهادة الأمم المتحدة، بسبب «إقالة من منصب»، واليوم يسود التفاؤل بعودة السلام بسبب «إعادة التعيين في نفس المنصب».
طوال سنين من الحرب مع السودان، تعايش كير ومشار مع بعضهما البعض، كرئيس ونائب له، رغم انحدارهما من قبيلتين مختلفتين، هما الدينكا والتبو، لكن مع الأشهر الأولى للاستقلال اتهم الرئيس كير نائبه الأول مشار بالتخطيط للانقلاب عليه، فأزاحه من منصبه، لتنزلق الأوضاع إلى حالة متعفّنة من العنف.
لم تستفد جنوب السودان من تجارب الدول الإفريقية التي سبقتها بالاستقلال عن الاستعمار الغربي سنوات الستينيات من القرن الماضي، حيث فعل بها الصراع على الحكم والسلطة ما يضاهي فعل المستعمر، فهل هناك أخطر من رؤية أبناء الوطن الواحد يقتلون ويسحلون وينكلون بجثث بعضهم بعضا.
فالرغبة المطلقة في الحكم المطلق، دائما ما تتسبب في أزمات مستعصية، يغذيها غياب الثقة والحذر، وبالتالي لن تكون إعادة تنصيب رياك مشار نائبا أول لرئيس جنوب السودان، عامل استقرار إلا إذا سادت الثقة القوية بين المسؤولين وأنصارهما من القبيلتين.
يجب على هذه البلد التي لا يزيد عمره عن 05 سنوات، أن ينخرط في فكر الدولة الوطنية، بدل النزعة القبلية إذا أراد أن يقف على قدميه ويقي شعبه شر التشرد.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024