يبدو أن المرتزقة من الحركى وأذنابهم وتابعيهم، ممن باعوا وطنهم بثمن بخس دراهم معدودة، مازالوا يتجرعون تعاسة ذنوبهم وفضاعة جرمهم الكبير إزاء وطنهم واخوانهم وأبناء شعبهم، فراحوا يتدخلون في أشياء بدت أنها ستحميهم من عقبات وتبعات خيانتهم التاريخية، إلا أنه للأسف ستزيد من تبعات تأنيب ضميرهم إلى الأزل.
دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ومواده وكل ما جاءت به من نصوص قانونية، لا علاقة لهؤلاء الخونة بها لا من قريب ولا من بعيد، فبعدهم عنا يكفينا شرهم ومكرهم، لذلك أجدني محتار فيما وصل إليه هؤلاء من النذالة والوقاحة من خلال اعتراضهم على المادة الـ51 من الدستور التي ترفض الترشح لرئاسة الجمهورية على مزدوجي الجنسية.
ما حيّرني ولم استطع تحمله أو حتى توقعه، أن يصدر هذا الكلام من فئة صنفتهم المواثيق السماوية والوضعية بالمتخلفين عن الزحف، ساعة الركب، أين بلغت قلوب المجاهدين الحناجر، وكان أبناء ثورة التحرير ينتظرون فرج السماء، متى نصر الله.
المقعدون من الأوباش وبائعي الضمير والعرض يتشدقون بالكلام في غير مواضعه، لا علاقة لهم بالوطن لا من قريب ولا من بعيد، بل الأدهى من ذلك أنها فئة منبوذة، مذمومة مدحورة، خسرت دنياها وآخرتها والجزائر أبعد من أن تكون في تطلعاتها.
خرجة من «بين قرني الثور» كما يفضل أصحاب الصالونات ترديدها، لم تكن بريئة وإن كانت خلفية تداعياتها غير مبررة، بما أن المصادقة على مواد الدستور شأن داخلي، ولا يحق لأي كان التدخل في أو التعليق عليها، فهي شأن جزائري خالص.
ليعلم هؤلاء أن الوطن الذي باعوه بحزمة أوراق صفراء فاقع لونها، ونياشين علقت على صدروهم كأنها حمم براكين لا تخمد، لا تعوضهم ما ضيعوه، وما افتقدوه وما اقترفوه، وما استطاعوا النيل منه، ولا إلى ذرة من ترابه سبيلا، لأنهم اختاروا الاستعمار عن الجزائر بديلا.
سيكبر الوطن في قلوبنا وفي ذاكرة أبنائنا وأحفادنا، كلما تقدم العمر بنا وسيصغر التاريخ في ذاكرتكم كشوكة تتمدد لتوخز أعناقهم.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.