لماذا ينفر الفلاّحون من الإنخراط في الصّندوق الوطني للتّعاون الزراعي؟ الذي هو مؤسّسة مرافقة لخدمة وتأمين النّاشطين في هذا المجال الإستراتيجي في حالات محدّدة، خاصة منها الطّبيعية النّاجمة عن الأحوال الجوية، والمقدّر عدده بأكثر من ٦٥ صندوقا جهويا، أي ما يعادل ٢٨٤ مكتب محلي.
وقد أبدى الملاحظون استغرابهم من النّسبة التي أعلن عنها مؤخّرا على أنّها لا تتجاوز ٣ ٪. هذا الإنشغال المخيف والمقلق نقلناه إلى الجهات المعنية بهذا الملف، والتي اعتبرت أنّ المنظومة بالرّغم من أنّها آلية لضمان طوارئ معيّنة في القطاع، غير أنّها تحتاج إلى استراتيجية جديدة تتوجّه إلى الأعماق وتبنى على :
^ أولا: إعادة صياغة علاقات جديدة مع الفلاّحين.
^ ثانيا: التّفكير جديا في مخطّط اتصال فعّال.
^ ثالثا: فتح المبادرة أمام المؤمّنين.
^ رابعا: تشجيع عمّال الأرض على العضوية في كل الهياكل ذات الصلة بالفلاحة.
هذه المؤشّرات للأسف غير متوفّرة في الوقت الرّاهن، كونها غائبة من أدبيات عمل هذه الدّوائر، لأنّ التوجه المفرط والفارض لنفسه هو ذلك الذي يسير على أحادية الطّرف النّاشط دون إدراج معه الشّريك الآخر، والذي يعدّ أساسيا يستدعي الأمر التقرب منه مهما كان الأمر.
وفي هذا الإطار، فإنّ أجندة أو رزنامة الإتّصال، لا تتعلّق أبدا بالومضات الإشهارية المرئية أو المسموعة التي لا تتعدّى لحظات، وإنما الأمر أو الموضوع أكبر من هذا بكثير إذا قارنا ذلك بالإشكال الذي يعطّل الإشتراك في هذا الصّندوق.
فالعمل أو بالأحرى الجهد سيكون خارج هذه الصّناديق والمكاتب الجهوية من خلال تحسيس جميع المعنيّين بضرورة أن يبدوا نوعا من التّفاعل مع كل الفضاءات التي تساعدهم على أن تكون لهم رؤية واضحة في حماية منتوجاتهم، وهذا بفضل تفهّمهم لأهداف الحضور في مثل هذه الأطر، وهذا لإزالة كل مظاهر سوء التّفاهم.
والصّندوق الوطني للتّعاون الفلاحي مطلوب منه أن يدخل هذه المعركة الحاسمة، خاصة وأنّ السّلطات العمومية تعوّل على هذا القطاع في بناء اقتصاد خارج المحروقات، وكذلك ضمان الأمن الغذائي.