عن أحلام مستغانمي .. ”نقدية الانطباع”

نورا لدين لعراجي
29 جانفي 2016

يعتقد البعض ممن يقفزون على وتر التأسيس لحركة “نقدية الانطباع” واعتبارها موازية للممارسة النقدية، إن صح التعبير في تسميتها. في أن يكون لهم حجة البينة وخناجر عكرمة، ونبوءة سجاح، وغدر معاوية، وتكالب آل سلول واقتتال الدواعش ضد بني جلدتهم، دون التوقف برهة عند مسار أو تجربة أحد في أسماءنا الأدبية المغمورة والمشهورة.
حزّ في  نفسي ما تداولته بعض الألسن الحاقدة، بمنشارها الخشبي الذي يثير تقززا لجرح مسيرة الروائية الجزائرية صاحبة الثلاثية أحلام مستغانمي.
فلو أن الممارسة النقدية كانت بحق، بأدواتها المتعارف عليها في العملية النقدية، لكان أرحب ومرحبا، لكن أن تسلط عقوبة القراءة الانطباعية في مسيرة أديبة بقامة أحلام، لكي يكون حكما على فشل تجربة كاتبة، فلا يعقل هذا، أبدا وإطلاقا.
أما أن التجربة المستغانمية أحدثت الفارق وغيرت وجه الخريطة الأدبية العربية، عكس ما كانت عليه من قبل محصورة في الفرات والنيل وإلى ضفة المتوسط قليلا، فهذه حقيقة لا ينكرنا إلا جاحد، وأما أن تكون الإملاءات والقراءات السطحية العابرة للأعمال الأدبية أحكاما من الذم والسب والتقليل من إبداع تلك الشخصية، فهذا والله جبن ما بعده جبن.
لماذا تشن حربا ضد الروائية أحلام مستغانمي اليوم، وبالأمس القريب كانت الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق مسرحا للتجريح نفسه، ونشهد في المقابل تضامنا مع كاتب ذكر انطباعا، قلل فيه من تجربتها معتبرا كتاباتها مجرد كبت، وهي التجربة التي ناهزت النصف قرن.
باعتبار أن النقد المغاربي (الجزائر ـ المغرب) من أهم الحركات النقدية في العالم العربي برمته، بشهادة الجميع طبعا، بعد تجربة العقاد في مصر، ونازك الملائكة في العراق، وعبد العزيز المقالح في اليمن.
لماذا كل هذا التهويل وفي هذا التوقيت بالذات، هي مجرد أسئلة تبحث عن إجابة في الواقع لا في الافتراض،  دون حصر الممارسة النقدية في خطى (المحاباة والمعاداة) لأن النتيجة حتما ستكون السقوط في خانة القذف والتجريح.
ستبقى الروائية أحلام مستغانمي صاحبة أكبر رقم في صفحاتها الافتراضية، حيث تجاوزت التسعة ملايين متابع وترجمت أعمالها إلى أكثر من عشرة لغات، وأعيدت طباعتها أكثر عشرات الملايين نسخا وأقراص مضغوطة، ودخلت رواياتها عالم السينما والتلفزيون، إلى جانب أنها رقم في الرواية العالمية لا يستهان به، فقليلا من الحياء الثقافي لو سمحتم.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024