خصصت وسائل الإعلام الغربية، خاصة الفرنسية منها، حيّزا معتبرا للهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة البوركينابية واغادوغو، الجمعة الماضي، وركزت بشكل ملفت على مظاهر الخوف والرعب التي خلفتها الاعتداءات في نفوس المواطنين.
ونجحت إلى حد ما، في نقل صورة إحباط وانكسار عند الرأي العام البوركينابي، في حين أن المتعارف عليه في مثل هذه الأحداث الأليمة، الترويج للهبّة الشعبية التضامنية، ومظاهر تحدي الإرهاب ومواجهته والانتصار عليه، مثلما حدث ويحدث في كامل أنحاء العالم.
حيث كان أول ما صرح به الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بعد اعتداءات باريس وقبلها هجمات شارلي إيبدو، هو مواصلة الحرب على الإرهاب وعدم الاستسلام أمامه، وبنفس الطريقة تعاملت تونس مع أحداث فندق باردو والمجمع السياحي بسوسة.
بوركينافاسو، في هذا الظرف العصيب، ليس أمامها سوى التعامل بواقعية مع الإرهاب الذي صارت هدفا له، منذ نهاية النظام السابق الذي كان يدير غرفة عمليات تحرير الرهائن في الساحل الإفريقي عبر دفع الفدية.
وقد يكون ضروريا تشديد الرقابة الأمنية على الحدود وتفعيل جهاز استخبارات قوي، دون اعتبار الأمر أولوية قصوى، فالرئيس الجديد المنتخب شعبيا، تنتظره ورشات على نفس القدر من الأهمية، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي، ومن المهم ألا يضيع برنامجه الانتخابي في الاستراتيجيات الأمنية ويفوت على الشعب فرص تحسين المستوى المعيشي.
الهجمات الأخيرة، رسالة قوية من الإرهاب إلى القيادة الجديدة للبلاد، قد تحمل دلالات مساومة على ملفات سياسية وأمنية واقتصادية، ومن المهم أن ترد هذه القيادة بأنها مسيطرة على الوضع.